[نسمات الفجر]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد
فقد قرأت في أحد المنتديات كلاما عن الآمدي ، الأصولي الأشعري الشهير ، وفيه أنه اتهم بأنه لا يصلي ، وقد ذكر ذلك الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله في شرحه لورقات إمام الحرمين رحمه الله ، وإن كان قد قرر أن كثيرا مما اتهم به الآمدي غير صحيح ، إلا أنه لم يبين حقيقة هذا الإتهام بالذات ، وهذا مما أثار في نفسي حيرة شديدة ، لأن الآمدي من أئمة علم الأصول ، وإن كان ، كما يقول الشيخ الخضير حفظه الله ، بعيدا عن آثار السلف ، وهذا غالب على أئمة الأصول لأنهم أشاعرة متكلمون في الغالب ، إلا أن هذا لا يعني إغفال حسناتهم ، وأعتقد (غير جازم) ، أن شيخ الإسلام رحمه الله قد أثنى على ذكاء الآمدي ، وسؤالي هو عن حقيقة هذا الإتهام ، راجيا من إخواني الأعزاء إمدادي بروابط على شبكة المعلومات تسهل دراسة ترجمة الآمدي وعقيدته ومؤلفاته الأصولية
وسؤالي الثاني عن شيخ يمني معاصر يدعى (الحبيب الجفري) ، لفت الإنتباه في مصر بعد زيارته لها ، وقد نجح في إستمالة قطاعات كبيرة من أهل مصر ، وقد عرض علي أحد الأخوة الفضلاء ، من خريجي جامعة الأزهر ، اسطوانة مدمجة ، تحتوي على محاضرات صوتية لهذا الشيخ ، ولاحظت من عناوينها أنها تركز بالدرجة الأولى على السلوكيات ، وقبلها حدثني أحد الأخوة الثقات ، أن هذا الشيخ من شيعة اليمن ، فظنن أنه من زيدية اليمن ، ثم بحثت (بشكل غير كامل) ، في شبكة المعلومات فوجدت القوم ما بين معدل ومجرح ، ولاحظت من كلامه عن بعض مسائل العقيدة كالتوسل أن له إتجاها صوفيا ، ولكني لا أستطيع الجزم بذلك ، وهذا مما زاد حيرتي ، فأرجو إمدادي بآراء وردود علمية حول هذا الشيخ اليمني ، حتى أعرضها على أخي الأزهري الفاضل ، وجزاكم الله خيرا



الجواب :
ما الآمدي فهو كما ذكر شيخنا الشيخ الخضير - حفظه الله - بعيد عن آثار السلف ، وهذا غالب على أئمة الأصول لأنهم أشاعرة متكلمون في الغالب .

وهو كما قلت - وفقك الله - أن هذا لا يعني إغفال ما له من حسنات ، ولذا فإن أهل العلم لا يُغفلون ما كتبه في أصول الفقه ، ويُفيد منه من أتى بعده

وله كتاب : الأحكام

وكان ذكياً
قال الإمام الذهبي : وتفنن في حكمة الأوائل فرق دينه واظلم وكان يتوقد ذكاء . اهـ .

فليس كل مَن كان ذكيا يكون زكيّـاً !

فينبغي التنبّه في قراءة كلام العلماء إلى أن وصف الذكاء ليس ثناء على الإطلاق ..
بل إنني أرى أن الذكاء الحاد ربما كان سببا في الغرور ، واعتداد المرء برأيه ، وكان سبب هلاكه !

ولذا قال الذهبي في ترجمة الآمدي : ثم أقرأ الفلسفة والمنطق بمصر بالجامع الظافري وأعاد بِقُبّة الشافعي وصنف التصانيف ثم قاموا عليه ورموه بالآنحلال وكتبوا محضرا بذلك . اهـ .

ثم قال الذهبي : قال لي شيخنا ابن تيمية يغلب على الآمدي الحيرة والوقف حتى إنه أورد على نفسه سؤالا في تسلسل العلل وزعم أنه لايَعرف عنه جوابا ، وبَنَى إثبات الصانع على ذلك ، فلا يُقرر في كتبه إثبات الصانع ، ولا حدوث العالم ، ولا وحدانية الله ولا النبوات ولا شيئا من الأصول الكبار . اهـ .

وعموما قد أفضى إلى ما قدَّم .
ولنا – كما قال الذهبي عن أبان بن تغلِب –
لنا صِدْقُـه ، وعليه بدعته .

فَلَنا عِلمه وعليه بدعته .

أما الجفري فهو صوفي محترق ، ويكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ويقلب الحقائق لينتصر لمذهبه .
ومَن كان كذلك ؛ فلا غرابة أن يكذب على أهل السنة والجماعة ، ويشنّ عليهم الهجوم ، ويتّهمهم بما هُم منه براء ..

وبيان حاله بببعض التفصيل هنا :
http://saaid.net/feraq/sufyah/87.htm

نسأل الله أن يهديه سُبل السلام .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية