الموضوع:
هل نقول في الدعاء (يارب) أو تُحذف " يا " النداء قبل الدعاء لأن الله قريب ؟
عرض مشاركة واحدة
نسمات الفجر
الهيئـة الإداريـة
رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
إرشاد العِبارات والألفاظ
هل نقول في الدعاء (يارب) أو تُحذف " يا " النداء قبل الدعاء لأن الله قريب ؟
بتاريخ : 26-10-2019 الساعة : 01:17 PM
هل صحيح أنه يوجد سرّ في حَذف " يا " النداء قبل الدعاء في القرآن ؟
والسر البلاغي في ذلك :
أن ( يا ) النداء تستعمل لنداء البعيد ، والله تعالى أقرب لِعَبْدِه مِن حَبْل الوَرِيد ، فكان مقتضى البلاغة حذفها .
لا تقف عندك ( إذا أحببت) فهناك مَن لا يعلم سِرّ حَذف حرف النداء ( يا ) قبل الدعاء .
فما صحة ذلك ؟
_____________________________________
الجواب :
هذا غير صحيح على إطلاقه ، فقد وَرَد في السُّنّة الدعاء بـ (يا رب) ، وبـ (يا الله)
ومنه ما وَرَد على ألْسِنة الملائكة ، ومِنه ما وَرَد على ألْسِنَة الأنبياء . فَمِنْه :
قول الخليل عليه السلام يوم القيامة : فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ :
يَا رَبِّ
إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ... رواه البخاري .
وقول نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة : فَأَقُولُ:
يَا رَبِّ
أَصْحَابِي ... رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث الشفاعة : فَأَقُول : أُمَّتِي
يَا رَبِّ
، أُمَّتِي
يَا رَبِّ
، أُمَّتِي
يَا رَبِّ
.. رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي هريرة : ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ،
يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ
. رواه مسلم .
وهذا دال على جَواز الإلحاح على الله بقول : يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ .
ولَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
يَا اللَّهُ
الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . فَقَال : قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ . ثَلاَثًا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي حديث أنس رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالِسًا وَرَجُل يُصلي ، ثم دعا : اللهم إني أسألك بِأنّ لك الحمد ، لا إله إلا أنت المنان ، بَديع السموات والأرض ،
يا ذا
الجلال والإكرام ،
يا حي
يا قيوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد دعا الله باسمه العظيم ، الذي إذا دُعِي به أجَاب ، وإذا سُئل به أعْطَى . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
وكان السَّلَف يَدْعُون الله بِحرف النداء (يا)
قال سَهْم بن مِنْجاب : غَزَوْنا مع العلاء بن الحضرمي , فَسِرْنا حتى أتينا دَارِين ، والبحر بَيْنَنا وبينهم ، فقال : يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم إنّا عَبيدك , وفي سَبيلك نُقَاتل عَدوك , اللهم فاجْعَل لنا إليهم سبيلا . فَتَقَحّم بِنَا البَحر ، فخُضْنا ما يَبْلُغ لُبُودَنا الماء , فخَرَجنا إليهم . رواه عبد الله بن الإمام أحمد في " الزّهد " لأبيه ، ومِن طريقه : رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " ، رَوَاهُ ابنُ أبي الدنيا في "مجابو الدعوةِ " . وروى نحوه الطبراني مِن قول أبي هريرة رضي الله عنه .
وقال عمر بن عبد العزيز : اللهم إن لم أكُن أهلاً أن أبْلُغ رَحْمتك ، فإن رَحْمتك أهل أن تَبْلُغني ، رَحْمتك وَسِعَت كل شيء ، وأنا شيء ، فَلْتَسَعْنِي رَحْمتك
يا أرحم
الراحمين . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
ورَوى ابن بشكوال في كتاب " المستغيثين بالله " بِسَنَدِه إلى الليث بن سعد قال : حَجَجْتُ سنة ثلاث عشرة ومائة ، فأتيت مكة ، فلما أن صَلّيت العصر رَقيت أبا قُبيس ، فإذا أنا بِرَجُل جالس وهو يدعو ، فقال :
يا رب يا رب
حتى انقطع نفسه ، ثم قال :
يا رَبّاه
حتى انقطع نفسه ، ثم قال :
يا رب
حتى انقطع نفسه ، ثم قال :
يا الله يا الله
حتى انقطع نفسه ، ثم قال :
يا حي يا حي
حتى انقطع نفسه ، ثم قال :
يا رحيم
حتى انقطع نفسه ، ثم قال :
يا ارحم الراحمين
حتى انقطع نفسه .
وفي آخر القصة سأل الليثُ عن هذا الدَّاعِي ، فقيل له : جعفر بن محمد (الصادق) .
وذَكَره ابن الجوزي في " صِفة الصفوة " .
وقال البيهقي رحمه الله في " شُعب الإيمان " : الدّعاء قَول القائل :
يا الله ، أو يا رحمن ، أو يا رحيم
، وما أشْبَه ذلك ، وهو أيضا نِداء . اهـ .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
لا يجوز دعاء صِفة مِن صِفات الله عز وجل ، مثل : يا وَجْه الله ، وإنما يُدْعَى الله سبحانه وتعالى ويُتَوسّل إليه بأسْمائه وصِفَاته ، بأن يُقال :
يا رحمن
ارحمني ،
يا غفور
اغفر لي . اهـ .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته لقوله (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) مثل أن يَقول الإنسان : اللهم
يا رزّاق
ارزقني ، و
يا غفور
اغفر لي ، و
يا رحمن
ارحمني . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
نسمات الفجر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نسمات الفجر
البحث عن المشاركات التي كتبها نسمات الفجر
البحث عن جميع مواضيع نسمات الفجر