|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مُسلم
المنتدى :
إرشـاد الأدعـيــة
بتاريخ : 07-09-2015 الساعة : 07:41 AM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
اتِّهام النفس ، والخوف مِن الذنوب مطلوب ؛ لأن الذَّنوب مِن أسباب الخذلان ، ومِن موانع إجابة الدعاء .
وكان السلف يَخافون مِن تأثير الذنوب .
فقد بَكَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ : كُلُّ هَذَا خَوْفًا مِنَ الذُّنُوبِ ؟ فَأَخَذَ تِبْنَةً مِنَ الأَرْضِ ، وَقَالَ : الذُّنُوبُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا ، وَإِنَّمَا أَبْكِي مِنْ خَوْفِ سُوءِ الْخَاتِمَةِ .
قال ابن القيم : وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْفِقْهِ : أَنْ يَخَافَ الرَّجُلُ أَنْ تَخْذُلَهُ ذُنُوبُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَاتِمَةِ الْحُسْنَى . اهـ .
والذنوب تَحجب الدعاء .
قال ابن الجوزي : نَظِّف طُرق الإجابة مِن أوساخ المعاصي . اهـ .
وقال ابن رجب : فإن المؤمن إذا استبطأ الفَرَج ، وأيِس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة ، رجع إلى نفسه باللائمة ، وقال لها : إنما أُتِيتُ مِن قِبَلِك ، ولو كان فيك خير لأُجِبتِ ، وهذا اللوم أحب إلى الله مِن كثير مِن الطاعـات ، فإنه يُوجِب انكسار العبد لمولاه ، واعترافه له بأنه أهل لِمَا نَـزَل مِن البلاء ، وأنه ليس أهلاً لإجابة الدعاء ، فلذلك تُسْرِع إليه حينئذ إجابة الدعاء ، وتفريج الكَرب ، فإنه تعالى عند المنكَسِرة قلوبُهم مِن أجله . اهـ .
والذنوب حُجُب تَحْجُب الدعاء ، بل وتَحجب رَفع العمل الصالح ، كما في التشاحُن والعداوة والبغضاء بسبب أمور الدنيا .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) ، ولكن أعمال المتخاصِمين في أمور الدنيا لا تُرْفَع إلى الله ولا تُعرَض عليه .
ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا . رواه مسلم .
وإذا حُجِب الدعاء ، لم يَنتفع به صاحبه ، ولم يَتحقق له شيء مِن الثلاث : إجابة دعوته ، أو صَرْف عنه مِن السوء مثل ما دعا ، أو تُدّخر له في الآخرة .
وكذلك إذا كان عنده موانع مِن موانع الدعاء .
ولعله مِن رحمة الله ولُطفه بِعباده : أن يُحوِج الإنسان إلى الدعاء ، فيَعلم أن الذنوب موانع مِن موانع الدعاء ، فيَحمله طلب الفَرَج أن يُقلِع عن الذنوب ، وأن يتوب إلى الله .
فأقبِل على الله ، واصْدق في اللجوء إليه ، والانكسار والانطراح بين يديه ، وألْحّ على الله في الدعاء ، ولا تستعجل الإجابة ولا تَمَلّ .
وسبق الجواب عن :
هل يجوز للإنسان أن يَظن بأن دعاءه لا يُستجاب بسبب المعصية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=748
هل تجوز الشكوى لغير الله ؟ وما توجيهك لأهل البلاء الذين يدعون ولا يُستجاب لهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12722
لماذا لا يستجيب الله دعائي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10663
أكثرت مِن الطاعات بعد البلاء ، فوسوس لي الشيطان أنَّ عملي ليس خالِصا لله .
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11162
هل تُقبَل الأعمال الصَّالِحة مِن إنسان بينه وبين أمِّه خصومة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8877
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|