|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 06-11-2020 الساعة : 08:45 AM
غَيْرَة الله وتأدِيبُه لِعِبادِه المؤمنين
💎 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنّ اللهَ يَغَار ، وَإنّ الْمُؤْمِن يَغَار ، وَغَيْرَة الله أنْ يَأتِي الْمُؤْمِن مَا حَرّمَ الله عَلَيه . رواه البخاري ومسلم .
🔵 قال ابن القيم :
والله سبحانه وتعالى يَغَار على قَلْب عَبدِه أن يَكون مُعَطّلاً مِن حُبِّه وخَوفِه ورَجائه ، وأن يكون فِيه غَيرُه ؛ فالله سبحانه وتعالى خَلَقَه لِنفْسِه ، واختَارَه مِن بَيْن خَلْقِه ..
ويَغَار على لِسَانه أن يَتَعَطّل مِن ذِكْرِه ، ويَشتَغِل بِذِكْر غَيرِه .
ويَغَار على جَوَارِحِه أن تَتَعَطّل مِن طَاعتِه ، وتَشتَغِل بِمَعصِيتِه ؛ فيَقْبُح بِالعَبد أن يَغَار مَوْلاَه الْحَقُّ على قَلبِه ولِسَانِه وجَوَارِحه ، وهو لا يَغَار عليها .
وإذا أراد الله بِعبدِه خَيرا سَلَّط على قَلْبه - إذا أعرَض عنه واشتَغل بِحُبّ غَيرِه - أنواع العَذاب حتى يَرجِع قَلبه إليه .
وإذا اشْتَغَلَت جَوارِحه بِغير طاعَتِه ابْتَلاها بِأنْواع البلاء .
وهذا مِن غَيْرَتِه سبحانه وتعالى على عَبْده .
وكمَا أنه سبحانه وتعالى يَغَار على عَبدِه المؤمِن ، فهو يَغَار لَه ولِحُرْمَتِه ، فلا يُمَكِّن الْمُفْسِد أن يَتَوَصّل إلى حُرْمَتِه غَيْرَةً مِنه لِعبدِه ، فإنه سبحانه وتعالى يَدْفع عن الذين آمنوا ، فيَدفَع عن قُلُوبِهِم وجَوَارِحهم وأهْلِهِم وحَرِيمِهِم وأمْوالِهم ، يَتَولّى سبحانه الدّفْع عن ذلك كُلِّه غَيرَةً مِنه لهم ، كَمَا غَارُوا لِمَحَارِمِه مِن نُفُوسِهم ومِن غَيرِهم .
والله تعالى يَغَار على إمائه وعَبِيدِه مِن الْمُفْسِدِين شَرْعًا وقَدَرًا ، ومِن أجْل ذلك حَرَّم الفَوَاحِش ...
ومِن غَيْرَتِه سبحانه وتعالى : غَيرَتُه على تَوحِيده ودِينِه وكَلامِه أن يَحظَى بِه مَن ليس مِن أهلِه ، بَل حالَ بَينَهم وبَينَه غَيرَةً عليه ، قال الله تعالى : (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا) .
(رَوْضَة الْمُحِبِّين)
🔹 وقال رحمه الله : [الله] يُؤدّب عبده المؤمِن الذي يُحبّه وهو كريم عنده بِأدْنى زَلّة وهَفْوة ، فلا يزال مُستيقِظا حَذِرا .
(زاد المعاد بِتصرّف يسير)
|
|
|
|
|