|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 23-11-2019 الساعة : 10:58 AM
مَن عَرَف ِالله حقا.. رَضِي بالله وعن الله ، ولَم يتسخّط ما قدّره الله وقَضَاه
قال ابن القيم رحمه الله :
💎 مَن صَحَّتْ له مَعْرِفةُ رَبِّه والفِقْه في أسمائه وصِفَاته عَلِمَ يَقِينًا أن الْمَكْرُوهَاتِ التي تُصِيبُه والْمِحَنَ التي تَنْزِل به فيها ضُرُوبٌ مِن الْمَصالِحِ والْمَنَافِع لتي لا يُحصِيها عِلْمُه ولا فِكْرَتُه ، بل مَصْلَحَةُ العبدِ فيمَا يَكْرَه أعظَمُ مِنها فيمَا يُحِبّ .
🔸 فَعَامّةُ مَصَالِحِ النفوس في مَكْرُوهَاتِها ، كما أن عامّةَ مَضَارِّها وأسبابَ هلَكَتِها في مَحبُوبَاتِها ...
💎 فأحكمُ الحاكِمين وأرحم الراحمين وأعلَم العَالِمِين الذي هو أرْحَم بِعباده منهم بأنفسهم ومِن آبائهم وأمّهَاتهم إذا أنْزَلَ بِهِم ما يَكْرَهون كان خَيرًا لهم مِن أن لا يُنْزِلَه بِهم نَظَرا منه لهم وإحسانا إليهم ولُطْفًا بِهِم ، ولو مُكِّنوا مِن الاختيار لأنفسهم لَعَجزُوا عن القيام بِمَصَالِحِهم عِلْما وإرادةً وعَمَلاً لكنّه سبحانه تَوَلّى تَدْبير أمورِهم بِمُوجِب عِلْمه وحِكْمته ورَحْمته ؛ أحَبُّوا أم كَرِهوا .
✅ فَعَرَف ذلك الْمُوقِنون بِأسْمَائه وصِفاتِه فلم يَتّهِمُوه في شيءٍ مِن أحكامِه ، وخَفِيَ ذلك على الجهّال به وبأسمائه وصِفَاته فنازَعُوه تَدْبِيرَه وقَدَحُوا في حِكْمَته ولم يَنْقَادُوا لِحُكْمِه ...
✅ ومتى ظَفِر العبد بهذه المعرفة سَكَن في الدنيا قبل الآخرة في جَنة لا يُشْبِه نَعِيمُها إلاّ نَعيم الآخرة ، فإنه لا يزال راضِيا عن رَبّه . والرّضا جَنّة الدنيا ، ومُستراح العارفين ؛ فإنه [أي: العَبْد] طيِّبُ النفس بما يَجْرِي عليه مِن المقادِير التي هي عَين اختيار الله له ، وطمأنِينَتها إلى أحكامه الدّينية . وهذا هو الرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا . وما ذاق طعم الإيمان مَن لم يَحصُل له ذلك .
|
|
|
|
|