عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1354  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-11-2019 الساعة : 07:23 AM

جَمَال الْمَقادِير ، وحلاوة الرّضا

💎 قال مَن لا يَنطِق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : عَجَبًا لأمْر المؤمن ، إن أمْرَه كُلّه خَير - وليس ذاك لأحدٍ إلاّ للمؤمِن - إن أصَابَته سَرّاء شَكَر ، فكان خَيْرًا له ، وإن أصَابَته ضَرّاء ، صَبَر فَكَان خَيْرًا له . رواه مسلم .

🔵 قال ابن القيم رحمه الله في هذه الآية : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) :

✅ في هذه الآية عِدّة حِكَم وأسرار ومصالح للعبد ؛ فإن العبد إذا عَلِمَ أن المكروه قد يأتي بالمحبوب ، والمحبوب قد يأتي بالمكروه - لم يأمَن أن تُوافِيه المضَرّة مِن جانِب المسَرّة ، ولم ييأس أن تأتيه المسَرّة مِن جانب المضَرّة لَعدَم عِلْمِه بِالعَواقِب ...

ومن أسرار هذه الآية :

✅ أنها تَقْتَضِي مِن العَبْدِ التفويض إلى مَن يَعلَم عَوَاقِبَ الأمور ، والرضا بما يختَاره له ويَقْضِيه له لِمَا يَرجو فيه مِن حُسْن العاقبة .

✅ ومنها : أنه لا يَقْتَرِح على رَبّه ، ولا يختار عليه ، ولا يسأله ما ليس له به عِلم ، فلعلّ مَضَرّتَه وهَلاكَه فيه وهو لا يَعلَم ، فلا يختار على ربه شيئا ، بل يسأله حُسْن الاختيار له ، وأن يُرْضِيهِ بِمَا يَخْتَاره ؛ فلا أنْفَع له مِن ذلك .

✅ ومنها : أنه إذا فَوّض إلى رَبّه ورَضِي بِمَا يَخْتَاره له أمَدّه فيمَا يَخْتَاره له بِالقُوّةِ عليه والعَزِيمة والصّبر وصَرَف عنه الآفات التي هي عُرْضة اختيار العبد لنفسه ، وأَرَاهُ مِن حُسْن عَوَاقِب اختياره له ما لم يكن ليصل إلى بعضه بما يَختَاره هو لنفسه .

✅ ومنها : أنه يُريحه مِن الأفكار الْمُتْعِبَة في أنواع الاختيارات ، ويُفَرِّغ قَلْبَه مِن التقديرات والتدبيرات ..
ومع هذا فَلا خُرُوج لَهُ عَمَّا قُدِّر عَلَيه ، فَلَو رَضِي بِاخْتِيَار الله أَصَابَهُ الْقَدَر وَهُو مَحْمُود مَشْكور مَلْطُوف بِهِ فِيهِ ، وَإِلاّ جَرَى عَلَيْهِ الْقَدَر وَهُو مَذْمُوم غير مَلْطُوف بِهِ فِيهِ ؛ لأَنَّه مَع اخْتِيَاره لنَفسِهِ .

رد مع اقتباس