عرض مشاركة واحدة

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : محب السلف المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-11-2020 الساعة : 09:41 AM

وفاءً للشيخ عبدالرحمن السحيم رحمه الله سأضع بعضًا من مواقف الشيخ سطرها الأخ عمر الهويمل

(تواضع)
بدأت علاقتي الحقيقية بالشيخ في المرحلة الثانوية، حينما نسق أحد الزملاء -جزاه الله خيرًا- درسًا علميًّا مع الشيخ، وكنا أربعة أشخاص حينها..
وشاء الله بعد أربع سنوات تقريبًا أن أكون إمامًا للمسجد القريب من أحد بَيْتَيْ الشيخ..
ومع معرفته لي صغيرًا إلا أنه كان يغمرني كثيرًا بتواضعه، فلا أنسى تواضعه المتكرر حينما نقف على باب المسجد للدخول أو الخروج منه، وإلحاحه الدائم بأن أخرج قبله، ويقول: أنت تتقدمنا بين يدي ربنا، فكيف لا تتقدمنا هنا؟
فطابت نفس كهذه النفس..

(أدب العلم)
كان للشيخ عناية بالغة في تربية طلبة العلم على أدب العلم، وقد شهدت مواقف متعددة له في ذلك، فمنها: أنه رأى مرة شرودًا ذهنيًّا من أحد الطلاب، ففاجأه الشيخ بالسؤال عن الدرس، فلم يُجب الطالب، فعاتبه الشيخ بعد ذلك.
ومنها: أنه رأى أحدهم منشغلًا بجواله، فسأله عما قيل في الدرس.
ومنها: ما نقله لي أحد من حضر درسًا عنده في كتاب كشف الشبهات -وكان برنامجًا علميًّا لبعض طلاب المرحلة الثانوية-
وبعد عدة دروس وجد الشيخ شرودًا من الطلاب وقلة اهتمام، فإذ به في ذلك الدرس يقول للقارئ: اقرأ، ثم اقرأ،
حتى أتم القارئ قراءة الكتاب، وبعدها عاتب الشيخ الحاضرين على سوء أدبهم، وضعف اهتمامهم، وقال لهم: أنا ما أصلح لكم! وأنتم ما تصلحون لي!
ثم أنهى الدرس، ولم يعد إليه بعد ذلك.

(وردٌ قرآني)
سَبَقَ أن أوصى رحمه الله بأن يجعل المسلم لنفسه وردًا من تلاوة القرآن، وكان يقول: لو قرأ الإنسان ٤ أوجه مع كل فرض؛ فإنه يقرأ في كل يوم جزءًا، فيختم بذلك في كل شهر ختمة.
وقد لاحظت أنه جعل لنفسه وردًا من تلاوة القرآن مقسمًا على الصلوات الخمس، فيقرأ ورده قبل الصلاة، وإذا لم يتم ذلك المقدار قبل الصلاة؛ فإنه يقرؤه بعد الانتهاء من أذكار صلاته

(تكبيرة الإحرام)
مما يؤسف له أن بعض طلاب العلم يقصر في الصلوات المكتوبة، فيتأخر عنها، وقد تفوته بعض الركعات منها -وما أُبَرِّئُ نفسي-..
ولكنَّه رحمه الله كان حريصًا على الصلاة والتبكير لها، فإذا كان موجودًا في بيته؛ فإنك لا تكاد تفقده في تكبيرة الإحرام

(تراثه العلمي)
للشيخ تراث علمي واسع، فله فتاوى كثيرة على الشبكة، وقد امتازت فتاواه بالبحث والتدقيق والتفصيل، ولم تكن علمًا مجرَّدًا، بل كانت علمًا وتربية.
وله كتب وبحوث عديدة منشورة على الشبكة، ومنها: شرحه لعمدة الأحكام، وأذكر أنه أتمَّ شرح كتاب الحج قديمًا، ولا أدري هل أَتَمَّ بقية العمدة أو لا.
كما له رسائل محررة نافعة كان يرسلها لمعارفه، وينشرها ميجلة بصوته في قناته باليوتيوب

ولا أعلم شيئًا من بحوثه زكتبه مطبوعًا، ولا من فتاواه
فليت بعض الجهات وبعض طلبة العلم الأكارم ينشطون في إخراج مجموعة تحوي كتب الشيخ وبحوثه وفتاواه، مع تنسيقها ومراجعتها
ولو جُمعت لخرجت في عدة مجلدات.
أما نشاط الشيخ الدعوي، فهو أكبر من أن تنطق عنه رسائل واتساب.
ومما أذكره أنه لا يكاد يشهد رمضان في السعودية، بل كان في الغالب يذهب لبعض الدول ذات الأقليات المسلمة، وكان ذهابه -اختيارًا منه- عبر برنامج (الإمامة) التابع لوزارة الشؤون الإسلامية.
فيذهب إمامًا للناس في صلاة التراويح، وداعيةً، ومفتيًا.

إلى غير ذلك من نشاطاته في الداخل والخارج.
وأما صبره رحمه الله؛ فقد شاع خبر ابتلاء الله له بفقد ثلاثة من الولد (ابنان وبنت)، وما علمته إلا صابرًا محتسبًا.

أخيرًا:
لستُ بما سبق من الرسائل أدَّعي شرف القُرب من الشيخ وطُول صُحبته، وإنما هي مواقف عالقةٌ في الذهن أردتُ بثَّها؛ لعل قارئًا يستفيد منها، أو دعاءً يبذله قارئها للشيخ؛ فيَصِل له ثوابها..

فاللهم اغفر له وارحمه، وأرضه وارض عنه، واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.

منقول

رد مع اقتباس