عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 716  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-06-2018 الساعة : 10:39 PM

سَيِّد الْخَلْق : البشير النذير ، والسراج المنير صلى الله عليه وسلم


مِن آياته ومُعجِزاته (21)


جَمْع العلماء ما وَقَع لِنبِيّنا صلى الله عليه وسلم أوْ لأحَدٍ مِن أتباعه على مِلّتِه مما يُوافِق آيات الأنبياء الْمَاضِين عليهم الصلاة والسلام . وهذا يدلّ على أن الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم ما لَم يُعطِ نَبِيًّا قَبلَه ، وأعطى أمّته ما لم يُعطِ أمّة قبلها ، وهو دالّ على مَنْزِلَة نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم ، وعلى كَرَامة هذه الأمّة على الله إذا هي تَمَسّكَت بِدِين الله ، وما أهون الخَلْق على الله إذا هُم تركوا أمره .


قال ابن كثير : التَّنْبِيهُ عَلَى ذِكْرِ مُعْجِزَاتٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُمَاثِلَةٍ لِمُعْجِزَاتِ جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ ، أَوْ أَعْلَى مِنْهَا ، خَارِجًا عَمَّا اخْتَصَّ بِهِ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ لأَحَدٍ قَبْلَهُ مِنْهُمْ عَلَيْهِمُ السَّلامُ .


�� فَمِنْ ذَلِكَ : الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ، فَإِنَّهُ مُعْجِزَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ عَلَى الآبَادِ ، وَلا يَخْفَى بُرْهَانُهَا ، وَلا يَنْخَفِضُ شَأْنُهَا ، وَقَدْ تَحَدَّى بِهِ الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ أَوْ بِعَشْرِ سُوَرٍ أَوْ بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ، فَعَجَزُوا عَنْ ذَلِكَ .


وَفي الْحَدِيث الْمُتَّفَق عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " مِنْ حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ أُوتِيَ مِنَ الآيَاتِ مَا آمَنَ عَلَى مِثْلِهِ الْبَشَرُ ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .


وَالْمَعْنَى أَنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أُوتِيَ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ مَا يَقْتَضِي إِيمَانَ مَنْ رَأَى ذَلِكَ مِن أُولِي الْبَصَائِرِ وَالنُّهَى ، لا مِنْ أَهْلِ الْعِنَادِ وَالشَّقَاءِ ، " وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ " ، أَيْ : جُلُّهُ وَأَعْظَمُهُ وَأَبْهَرُهُ : الْقُرْآنُ الَّذِي أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ، فَإِنَّهُ لا يَبِيدُ وَلا يَذْهَبُ كَمَا ذَهَبَتْ مُعْجِزَاتُ الأَنْبِيَاءِ وَانْقَضَتْ بِانْقِضَاءِ أَيَّامِهِمْ فَلا تُشَاهَدُ ، بَلْ يُخْبَرُ عَنْهَا بِالتَّوَاتُرِ أَوِ الآحَادِ ، بِخِلافِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، فَإِنَّهُ مُعْجِزَةٌ مُتَوَاتِرَةٌ عَنْهُ ، مُسْتَمِرَّةٌ دَائِمَةُ الْبَقَاءِ بَعْدَهُ ، مَسْمُوعَةٌ لِكُلٍّ مَنْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ .
�� وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ مُعْجِزَاتٌ لِلأَنْبِيَاءِ ؛ لأَنَّ الْوَلِيَّ إِنَّمَا نَالَ ذَلِكَ بِبَرَكَةِ مُتَابَعَتِهِ لِنَبِيِّهِ ، وَثَوَابِ إِيمَانِهِ بِهِ .


قال ابن كثير : قال شيخنا العلامة أبو المعالي محمد بن علي الأنصاري ابن الزّمْلَكَاني - ومِن خطّه نَقَلتُ - : وبيان أن كُلّ مُعجِزة لِنَبِيّ فَلِنَبِيّنا صلى الله عليه وسلم مِثلها أو أتَمّ ، يَستدعي كلاما طويلا وتفصيلا لا يَسَعه مجلّدات عديدة ، ولكن نُنَبّه بالبعض على البعض ، فلنذكر جلائل مُعجزات الأنبياء عليهم السلام .

رد مع اقتباس