عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نسمات الفجر المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-12-2014 الساعة : 03:24 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قد يكون هذا مِن أنواع الخوف ، والذي يظهر أن المقصود بالآية : هو الخوف العام مع فقد الأمْن .
قال البغوي : قال ابن عباس: يعني خوف العدو .
وقال القرطبي : (مِن الخوف) ، أي : خوف العدو والفَزع في القتال ، قاله ابن عباس . وقال الشافعي : هو خوف الله عز وجل . اهـ .

وقد تكون تلك النوبات مِن تسلّط الشيطان .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله مِن هَمْز الشيطان ونَفْثه ونَفْخه .

وعلى مِن ابْتُلِي بمثل هذه النوبات أن يُكثر مِن الاستعاذة بالله من هذه الثلاث ، فيقول : اللهم إني أعوذ بك من الشيطان ، مِن هَمزه ، ونَفثه ، ونَفخه .

وأما : هل يؤجَـر صاحبها وقت هذه النوبات ، ويؤجَر على مرض القلق الذي أصابه ؟
فالجواب : أنه يُؤجَر على ذلك بلا ريب .
بل يُؤجَر المسلم على ما هو أقلّ مِن ذلك ، حتى ما يُصيب المسلم مِن شَوكَة أو تَعَب أو غمّ أو حُزن ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ ، وَلاَ نَصَبٍ ، وَلاَ سَقَمٍ ، وَلاَ حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ ، إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ . رواه البخاري ومسلم .

وتُكفَّر بها خطاياه ، وتُكتب له بها الحسنات ، ففي حديث عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما مِن شيء يُصيب المؤمن حتى الشوكة تُصيبه إلاّ كَتَب الله له بها حسنة ، أو حُطّت عنه بها خطيئة . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي عبيدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَنِ ابْتَلاهُ اللهُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ . رواه الإمام أحمد ، وحَسّنه غير واحد من أهل العلم .

وإن البلاء لا يَزال بالمؤمن يُكفَّر به مِن سيئاته ، وتُرْفَع به درجاته ، حتى يمشي على الأرض وما عليه مِن خطيئة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَثَل الْمُؤمِن كَمَثل الزَّرْع ، لا تَزال الرِّيح تُمِيلُه ولا يَزال الْمُؤمِن يُصِيبه البَلاء ، ومَثَل الْمُنَافِق كَمَثَلِ شَجَرَة الأَرْز لا تَهْتَزّ حَتى تَسْتَحْصِد . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث عَائشة رضي الله عنها أنَّ رَجُلاً تَلا هذه الآية : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) ، فَقال : إنا لَنُجْزَى بِكُلّ مَا عَمِلْنا ؟ هَلَكْنا إذًا . فَبَلَغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : نَعَم ، يُجْزَى بِه الْمُؤمِن في الدُّنْيا مِن مُصِيبَةٍ في جَسَدِه مِمَّا يُؤذِيه . رواه الإمام أحمد . وقال الأرنؤوط : صحيح لِغيره .

ومَن أراد اللهُ به خَيرا عَجَّل تَطهيره مِن آثار الذّنوب .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه الترمذي . وقال الألباني : حسن صحيح .

وفيما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي مالِه وفي وَلَده حتى يَلْقَى الله وما عليه مِن خطيئة . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرد " والترمذي . وصححه الألباني ، وقال الأرنؤوط عن إسناد أحمد : حَسَن .

ونسأل الله لمرضى المسلمين شفاء لا يُغادر سَقَما ..

وسبق :
كيف تكون وسوسة إبليس للإنسان ، وهل هو يجري من الإنسان مجرى الدم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14688

تدخّلاتالشياطين في حَياة الآدميين
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6065

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس