عرض مشاركة واحدة

رولينا
الصورة الرمزية رولينا

رحمها الله


رقم العضوية : 45
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : Muslim world
المشاركات : 678
بمعدل : 0.13 يوميا

رولينا غير متواجد حالياً عرض البوم صور رولينا


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي ما معنى حديث: لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام .. وهل فيه سوء تعامل مع غير المسلمين؟
قديم بتاريخ : 27-02-2010 الساعة : 06:23 PM

ما معنى هذا الحديث فضيلة الشيخ جزاك الله خيراً , فبعض الطاعنين يدندن حول كون الحديث من سوء أخلاق المسلمين في التعامل مع غير المسلمين ..
عنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ آ« لاَ تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلاَمِ وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِ الطَّرِيقِ آ».


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ليس هذا من سوء أخلاق المسلمين .
وقد يُقال : هذا مسلم يُدافع عن الإسلام !
فأقول : شواهد حُسن المعاملة للكفار في ديننا كثيرة ، وقد شهد الكفار بذلك قبل المسلمين .
ومِن ذلك :
حُسن مُعاملة الأسرى في الإسلام ، فقد قال تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) .

وجاء الحث على حُسن المعاملة مع الكفار الذين لم يُحاربوا دِين الله ، كما قال عزَّ وَجَلّ : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) .

وجاء النهي عن التفريق بين المرأة وأولادها في حال السّبي .
قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا ، فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه الإمام أحمد والترمذي . وحسنه الألباني والأرنؤوط .

وأمَر الله بالعدل مع الناس جميعا ، فقال : (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) .
وأمَر الله عزَّ وَجَلّ بإحسان القول للناس عموما ، فقال : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) .

قال ابن عبد البر : ولم يُبَح لنا أن نَشتمهم ابتداء . اهـ .

واختار الكفار حُكم الإسلام على حُكم بني جِلدتهم في بعض حوادث التاريخ .

وما ذلك إلاّ لِعلمهم بِعدل الإسلام وأهله .
وقد يُخاطر المسلم بِنفسه ويُعرّضها للتَّلَف دِفاعا عن أهل الذمة ، وما عُقِد لهم مِن ذِمّة .

قال القرافي في " الفروق " : حكى ابن حزم في " مراتب الإجماع " له : أن مَن كان في الذمة ، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه ؛ وَجَب علينا أن نَخرج لِقتالهم بالكُراع والسلاح ونَموت دون ذلك ، صونا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن تسليمه دون ذلك إهمال لِعقد الذمة .
وحكى في ذلك إجماع الأمة .
فعَقْدٌ يَؤدِّي إلى إتلاف النفوس والأموال صَونا لِمُقْتَضاه عن الضياع ؛ إنه لعظيم. اهـ .

وأما ما في هذا الحديث فهو مقصود لأمرين :
الأول : إظهار عِزّة المسلم ، وذِلّة الكفر .
والثاني : الترغيب في الإسلام ، والتنفير مِن الكُفر .

ولذلك لَمَّا مرّ ابن عُمر بنصراني ، فسلَّم عليه ، فَرَدّ عليه ، فأخبر أنه نصراني ، فلما عَلِم رَجَع إليه ، فقال : رُدّ عليّ سلامي . رواه البخاري في " الأدب المفْرَد " .

قال النووي : لو سَلَّم مُسلم على من ظنه مسلما فَبَان كافرا ؛ قال المتولي وغيره : يُستحبّ أن يَسْتَرِدّ سلامه ، فيقول له : رُدّ عليّ سلامي ، أو : اسْتَرْجَعْتُ سلامي . والمقصود إيحاشه ، وأنه لا مُؤالفة بينهما .

وقال العَيني : وإن سَلّم على رجل ظنه مسلما فإذا هو كافر ؛ استُحِب أن يَردّ سلامه ، فيقول : رُدّ عليّ سلامي ، والمقصود مِن ذلك : أن يُوحِشه ، ويُظهر له أن ليس بينهما إلْفَة .

وقال الشوكاني : وَذَلِكَ نَوْعٌ مِنْ إنْزَالِ الصَّغَارِ بِهِمْ وَالإِذْلالِ لَهُمْ . قَالَ النَّوَوِيُّ : وَلْيَكُنْ التَّضْيِيقُ بِحَيْثُ لا يَقَعُ فِي وَهْدَة ، وَلا يَصْدِمُهُ جِدَارٌ وَنَحْوُهُ . اهـ .

وللفائدة :
ما حكم محبة المسلم لصديقه النصراني وتعلقه به ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=14214

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس