[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يَجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ولا يُعذر بِترك الإنكار لوقوعه في المنكر .

قال الإمامُ البربهاريُّ في شرحِ السُّنّة : والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ واجبٌ، إلاَّ مَن خِفْتَ سَيْفَهُ أوْ عَصَاه . اهـ .
وقال ابنُ حزمٍ : اتّفَقَتِ الأمةُ كلُّهَا على وُجُوبِ الأَمرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَن الْمُنكر بِلا خلافٍ مِن أحدٍ مِنْهُم . اهـ .
وقَالَ ابنُ عطية : والإجماعُ على أنَّ النهيَ عن المنكرِ واجبٌ لمن أطاقَه وَنَهَى بِمَعْرُوفٍ وأُمِنَ الضررُ عليه وعلى المسلمين ، فإن تعذَّرَ على أحدٍ النهيُ لشيءٍ مِن هذه الوُجوهِ فَفَرْضٌ عليه الإنكارُ بِقَلْبِه وأن لا يُخَالِطَ ذا المنكر . وقَالَ حُذَّاقُ أهلِ العِلِمِ : وليسَ منْ شَرْطِ الناهي أنْ يكونَ سليما عَنْ معصيةِ ، بَلْ يَنْهَى العصاةُ بَعضَهُم بَعْضا . وقَالَ بعضُ الأصوليينَ : فَرْضٌ على الذين يتعاطونَ الكُؤوسَ أنْ يَنْهَى بعضُهُم بعضا ... قَالَوا لأنَّ قولَهُ : (كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ) يقتضي اشتراكَهُم في الفِعلِ وذمَّهُم على تَرْكِ التناهي. اهـ .

وقال ابن كثير : وقوله تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) أي : كَلِّمُوهُم طَيّبا ، ولِينُوا لهم جانِبا ، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف ، كما قال الحسن البصري في قوله تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) ، فالْحَسَن مِن القول يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويَحْلم ويَعفو ويَصفح ، ويَقول للناس حُسْنا ، كما قال الله ، وهو كل خُلُق حَسن رَضيه الله . اهـ .

وسبق الجواب عن :
هل يمكنني أن أنصح الناس وأنا لدي ذنوب و معاصي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4690

هل يجوز للمدخّن أو صاحب المعصية أن ينصح المدخنين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2837

هل يجب على المسلم ألا يُنْكِر المنكر إلاّ إذا كان على قدر كبير مِن العِلم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7757

مَن يقول للناس بحسن نيّة : ( صلوا الوتر وهو ما يصلي) ترى عقابها شديد . ما صحة هذا الكلام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16121

ما هي ضوابط إنكار المنكر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8474

يُنكر المنكر ولكنه قد يأتيه ، فما الحكم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8155

والله تعالى أعلم .