[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال محيرني هل يقام الحد على من أقام علاقة محرمة مع أحد محارمه وتاب منها وندم ندما شديدا هل توبته تقيه من عذاب الآخرة أم يتجه للحاكم ليقام عليه الحد وهل التوبة تمحو الذنوب فقط أم تمحوه من صحيفة الإنسان وتنساه الملائكة ولا يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة بعد التوبة الرجاء منكم التوضيح فالسائل في قلق ووساوس من ذلك الموضوع شكر الله لكم وجعل ما تفعلون في ميزان حسناتكم



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يكفيه قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .
وقوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ . رواه البخاري ومسلم.
وقوله عليه الصلاة والسلام : الـنَّدَم توبة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

قال ابن عطية في تفسير هذه الآية (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) :
هذه الآية عامة في جميع الناس إلى يوم القيامة في كافر ومؤمن ، أي : أن توبة الكافر تمحو ذنوبه ، وتوبة العاصي تمحو ذنبه . واخْتُلِف هل يكون في المشيئة أو هو مغفور له ولا بُدّ ؟ فقالت فرقة من أهل السنة : هو مغفور له ولا بُدّ ، وهذا مقتضى ظواهر القرآن . اهـ .

ثم يتأمّل قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) كيف جَمَع الله عزَّ وَجَلّ في آية واحدة ذِكْر الرحمة مرّتين ، وذِكْر المغفرة مرّتين .
وكيف خاطب الله الذين أسْرَفوا على أنفسهم بالمعاصي ، بِوَصْف العبودية ؟
فإنه تبارك وتعالى قال : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) ، ولم يَقُل : يا أيها الذين أسرفوا على أنفسهم ..

وسبق الجواب :
من تاب من زنا المحارم هل تُقبل توبته أم يجب أن يُقام عليه الحد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13265

وسبق :
كان لي علاقات مُحَرَّمة ، وقد تُبت ، فهل يجب إخبار الخاطِب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=14663

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض