عرض مشاركة واحدة

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : إرشاد المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-09-2020 الساعة : 08:07 AM

.
وهاهنا مسألة .
وهي أن بعض الناس عبدٌ لله في الرخاء ، وأما في الشدة فإنه ينسى ربّه بخلاف المشركين الأوائل الذين إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين لـه الدين ، وبخلاف من وصفه الله بقوله : ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
فإذا أصابته مصيبة من مسٍّ أو سحر أو عين لجأ إلى السحرةو والكهان والمشعوذين .

وحال بعض الناس إذا أصيب بشيءٍ مما تقدّم كحالِ تلك المرأة التي مرّ بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي عند قبر ، فقال : اتقي الله واصبري . قالت : إليك عني ،فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم تعرفه فقيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوّابين ، فقالت لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى . متفق عليه .

والإتيان إلى السحرة والعرافين والكهان الذين يدّعون أنهم يعلمون الغيب فيه خطورة على دين المسلم ....
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من مجرّد سؤال هؤلاء لما يُحدثون في دين الناس مِنْ لَبْسٍ وخداع
فقال عليه الصلاة والسلام : من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة . رواه مسلم .
وفي الحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام : من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وغيره .
وقال صلى الله عليه وسلم : من أتى كاهنا فصدقه بما يقول أو أتى امرأته في دبرها فقد برئ مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وغيره .

والكاهن هو الذي تخدمه الشياطين فيُخبرونه بالمُغيَّبات وبما يسترقون من السمع فيُضيف إلى نلك الكلمة الواحدة التي استرقتها الشياطين مائة كِذْبَة حتى يُلبّس على الناس
وقد سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بشيء . قالوا : يا رسول الله فإنهم يحدّثون أحيانا الشيء يكون حقا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك الكلمة من الجن يخطفها الجني فيقرها في أذن وليّه قرّ الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كِـذْبَة . رواه البخاري ومسلم .
والعرّاف : قيل هو الكاهن ، وهو الذي يُخبر عن المستقبل .
وقيل اسم عام للكاهن والمنجّم والرمّال ونحوهم ممن يستدل على معرفة الغيب بمقدِّمات يستعملها .

وتصديق هؤلاء الكُهان والعرافين والمنجمين وغيرهم من الدجاجلة الأفّاكين يكون كفراً بالله من وجهين :
1 – تصديقهم بما يقولون وبما يدّعون من كذبٍ وافتراء أنهم يعلمون شئيا من الغيب
2- عمل ما به شرك مِن ذبح أو تقرّبٍ أو إراقة ماء أو لبن في مكان معين دون ذكر اسم الله ونحو ذلك .

والسحر يعتمد ويقوم على ثلاثة أركان :
الكفر بالله – الكذب – الاستعانة بشياطين الجن .
ويُستخدم السّحـر لترويج الباطل ، كما في قصة فرعون ومحاولة تضليل الناس وصدّهم عن الحق بما كان يتعاطاه من السّحر وتوظيف السحرة لصالح إفكه وما يفتريه .
وكما في قصة أصحاب الأخدود ، فقد روى الإمام مسلم من حديث صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت ، فأبعث إلي غلاما أعلمه السحر ... في قصة طويلة .

والسّحر بضاعةٌ يهودية .
ولذا حاولت يهود أن تسحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم سحره رجل من اليهود ، ومع ذلك صبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليُخيل إليه أن يأتي الأمر وهو لم يأته .
ولم يكن لهذا السحر تأثير على تبليغه صلى الله عليه وسلم لدين الله تعالى .
قالت عائشة : سَحَرَ رسولَ الله رجل من يهود يُقال لـه لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم وذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا ثم قال : يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر ثم رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي والذي عند رجلي للذي عند رأسي ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب قال : من طبه قال لبيد بن الأعصم قال : في أي شيء ؟ قال في مشط ومشاطة وجب طلعة ذكر . قال فأين هو ؟ قال : في بئر ذي أروان ، قالت : فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم قال : يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين قالت فقلت : يا رسول الله أفلا أحرقته ؟ قال : لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا فأمرتُ بـها فدُفنت . رواه البخاري ومسلم .
قال الله عز وجل : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
قال القرطبي – رحمه الله – : هذا إخبار من الله تعالى عن الطائفة الذين نبذوا الكتاب بانهم اتبعوا السحر أيضا وهم اليهود .
وكذا قال ابن جرير الطبري – رحمه الله – .

والساحر حدّه ضربة بالسيف ، ولا يُستتاب ، ولذا أمر عمر رضي الله عنه بقتل كل ساحر وساحرة .
وذلك لعظيم خطر الساحر وشرّه ، وأنه كافر بالله العظيم .
قال بجالة بن عَبَدة : أتانا كتاب عمر بن الخطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة . قال فقتلنا ثلاث سواحر . رواه أحمد وغيره .
وقد قتلت حفصة جارية لها سحرتـها .
وقتل جندب الخير ساحراً كان يدعي أنه يحيي الموتى ، فقال بعد أن قتله : ليحيي نفسه إن كان صادقا .

وهم يدّعون علم الغيب أعني السحرة والكهان والعرافين والمشعوذين .
ويُلبّسون على الناس الأمر ... كما تقدّم من أنهم يسمعون الكلمة الواحدة فيزيدون عليهامائة كِـذْبَة .
فلا يأتي إلى هؤلاء ويطلب العلاج عندهم إلا من قل حظُّـه ونصيبه من الإيمان .

ومن الناس من إذا ابتلي ذهب إلى السحرة والكهان والعرافين والمشعوذين يلتمس عندهم الشفاء ، وما يدري أنه يُذهب دينه بذهابه إليهم ، بل قد يُذهب دينه ودُنياه .
والله عز وجل لا يبتلي عباده عبثاً ، بل يبتلي عباده لحكم عظيمة ، منها :
أن الابتلاء سنة ربانية ، وامتحان ، فكلّ هذه الحياة امتحان وابتلاء ، ليعلم الله من يُطيعه ورسله بالغيب ، ومن يصبر على بلاء مولاه ممن يتسخّط الأقدار ، ولا يرضى بما قسم الله له .
ومِنْ حِكَمِ الإبتلاء : أن الله يكتب للعبد منـزلة لا يبلغها العبد بعمله فيبتليه حتى يصل إلى تلك المنـزلة .
ومنها : أن العبد يقع في الخطايا وتقع منه الزلات ، فيكون البلاء تطهيراً لـه من الذنوب ، وإن البلاء لا يزال بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وليس عليه ذنب .
أن الله عز وجل يحب الدعاء ، ويحب أن يسمع تضرع عبده فربما ابتلاه ليسمع دعائه وتضرعه ويرى انطراحه بين يدي مولاه .
أن الأبدان ربما صحّت بالعلل . فيكون أحيانا هذا المرض يطرد أمراضا أخرى أو يُصرف به كثير من الأمراض .
وما ثم إلا الله في كل حالـة = فلا تتّكل يوما على غير لطفه
فكم حالة تأتي ويكرهها الفتى = وخيرته فيها على رغم أنفـه

وليعلم المسلم أن صبره في هذه الدنيا على البلاء والابتلاء خير لـه في الآخرة ، ولذا إذا رأى الناس يوم القيامة ما لأهل البلاء مما أعدّه الله لهم تمنّوا أنهم تعرضوا للبلاء لرفعة درجاتـهم .
قال صلى الله عليه وسلم : يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض .
فإذا صبر العبد وانطرح بين يدي ملاه وتضرع إليه وأخبت وأناب فرّج الله عنه وإلا كان دعاؤه والتجاؤه إلى الله عبادة وقربة .
ليعلم العبد أن الله جاعل لـه فرجا ومخرجا ، وأنه لن يغلب عسرٌ يُسرين ، وأنه من يتقّ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين .
فإذا ذهب الإنسان إلى هؤلاء لبّسوا عليه الأمر ، وربما أورثوه الشكّ في دينه .
بخلاف ما إذا استرشد وسأل أهل العلم والتقى .
ولا أدلّ على ذلك من قصة قاتِل المائة .
فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعه وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُلّ على راهب فأتاه ، فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟ فقال : لا فقتله ، فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ فقال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبة . انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء .
والعلماء هم الذين يُبصّرون الناس من العمى ، ولا أدلّ على ذلك من قصة ذلك الدجال الذي يدعي علم شيء من الغيب ، وكان ...

فإذا علم المسلم وأيقن أن السحرة لا يعلمون الغيب ، فإنه لا يذهب إليهم ولا يأتيهم .
ومما يدلّ على ضعف السحرة والكهان والعرفين أنهم يستعينون بالضعفاء ، وهم الجن والجن لا يعلمون الغيب .
ومما يدلّ على ضعف الجن أن الله سخّـر الجن لسليمان عليه الصلاة والسلام ، فلما مات بقيّ سنة كاملة وهو متكئ على عصاه والجن مسخّرة تخدمه ولا يعلمون أنه قد مات إلا بعد أن أكلت دابة الأرض ( الأرضة ) من عصاه فلما انكسر العصا خـرّ سليمان فعلت الجن وتبيّن لهم أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين .
كما قصّ الله تبارك وتعالى ذلك في كتابه فقال : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )
فعلمت الإنس وتبيّن أمر الجن الذين كانوا يدّعون علم الغيب أنهم لا يعلمون شيئا حتى مما يقع أمامهم وعلى مرأى ومسمع .

فهم أذلّ وأحقر من أن يعلموا الغيب أو أن يملكوا ضرا أو نفعا .

وتأمل حال سحرة فرعون ، كيف جمعوا كل ما استطاعوا إليه سبيلا ، وطلبوا من موسى عليه الصلاة والسلام الانتظار ( أرجه وأخاه ) حتى يجمعوا كل ما يستطيعون من سحرهم وكيدهم ، ولكن الأمر كما ذكر الله عز وجل ( ولا يُفلح الساحر حيث أتى ) فجمعوا كيدهم وصفوا صفوفهم ، وألقوا حبالهم وعصيّهم وارهبوا الناس وجاءوا بسحر عظيم كما وصفه الله ، حتى أوجس موسى في نفسه خيفة منها ، فأوحى الله إليه ألا يخاف ، وأن يُلقي عصاه فإذا هي كحية عظيمة تلقف وتتلقف وتبتلع كل ما به يكيدون ، وكل ما جمعوا ...
وإذا كانوا صادقين – أعني السحرة والمشعوذين والعرافين والكهان ومن يدّعون علم الغيب فليُخبرونا بما سيكون ، لأنهم لا يُخبرون غالباً إلا بما كان ، وهذا ليس من علم الغيب .

ومما يدلّ على ضعفهم أيضا أنهم لا يستطيعون أن يعملوا السحر إلا بأخذ أثر من آثار من يُريدون أن يعملوا له السحر .

كما أنهم لا يستطيعون أن يسحروا من تحصّن بالأذكار والأوراد الشرعية .
قال ابن القيم – رحمه الله – : وبالذِّكر يصرع العبدُ الشيطان ، كما يصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان . قال بعض السلف : إذا تمكن الـذكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يُصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين فيقولون ما لهذا فيقال : قد مسه الإنسي . انتهى كلامه .

فإذا ابتُلي المسلم بشيء من المس أو السحر أو العين فليتّق الله وليصبر ، ولا يأتي إلى السحرة ليفكّوا عنه السحر بسحر مثله ، فإن من الناس من يظن ظنّاً خاطئا ويعتقد اعتقاداً باطلا وهو أنه لا يفك السحر إلا ساحر .
وهذا غير صحيح لا من جهة النقل ونصوص الكتاب والسنة ولا من جهة العقل والتجربة ...

والإنسان إذا أتى هؤلاء السحرة والعرافين والكهان فإما أن يصدقهم وإما ألا يُصدقهم .
فإن صدّقهم كفَرَ بالله كما تقدّم ، وإن لم يُصدّقهم لم تُقبل له صلاةٌ أربعين يوما .
ولكن عليه بعد تقوى الله والإنابة إليه والتوبة من مظالم العباد عليه بالصدقة لقوله صلى الله عليه وسلم .

ثم عليه بالرقية والقراءة والعزيمة الشرعية .

وللقراءة شروط :

1 – أن تكون بالقرآن والسنة والأدعية المعروفة .
2 – أن تكون بلسان عربي مبين مفهوم .
3 – أن لا يعتقد أن النفع من القاريء أو من القراءة نفسها ، إنما النفع بيد الله ويكون الاستشفاء بكلام الله عز وجل .

ومما يمنع الجن وتسلطهم على الإنس قراءة سورة البقرة في البيت .
كما قال عليه الصلاة والسلام : اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة . قال معاوية بن سلاّم – : بلغني أن البطلة السحرة . رواه مسلم .
وكذلك تعويذ الصبيان بالمعوذات .
فقد كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يُعوّذُ الحسنَ والحسينَ ويقول : إن أباكما كان يَعوّذُ بها إسماعيلَ وإسحاق : أعوذُ بكلماتِ الله التامّة ، من كلّ شيطانٍ وهامّة ، ومن كل عينٍ لامّة . رواه البخاري .
وروى البخاري عن عمرو بن ميمون الأودي قال :كان سعدٌ ـ أي ابن أبي وقاص ـ يُعلّم بَنيهِ هَؤلاءِ الكلماتِ كما يُعلم المعلمُ الغِلمانَ الكتابَة ، ويقول : إِنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوّذُ منهنّ دُبُرَ الصلاةِ : اللّهمّ إِني أَعوذُ بكَ منَ الجُبنِ ، وأَعوذُ بكَ أَن أُرَدّ إِلى أَرذَلِ العُمر وأَعوذُ بكَ من فتنةِ الدّنيا ، وأَعوذُ بكَ من عَذابِ القَبر . فحدّثتُ بهِ مُصعَباً – يعني ابن سعد – فصدّقُه .
تعويذٌ واستعاذة بالله وحده .

وكذلك إخراج الصور من البيوت ... صور ذوات الأرواح ...
وقد امتنع جبريل من دخول منـزل النبي صلى الله عليه وسلم لوجود جرو كلب ...
ويلحق بـهذا آلات اللهو والطرب ، وما يُعرض فيها من صور الرجال والنساء .

وذكر الله عند دخول المنـزل .
وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذا دخل الرجل بيته فذكر الله ثم دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء .

وكذلك المحافظة على الورد اليومي من القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذلك التّصبّح بسبع تمرات من تمر المدينة ، فإن من تصبّح بسبع تمرات من تمر المدينة لم يضره سم ولا سحر .
وأن يجعل الإنسان من صلاته في بيته ، أعني صلاة النافلة .
وأن يقول إذا نـزل منـزلا أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .
والمحافظة على الوضوء .
وقراءة آية الكرسي عند النوم ... وكذلك آخر آيتين من البقرة .
كثرة ذكر الله ، والابتعاد عن الغفلة .


إنما يعتمدون على التمتمات والطلاسم التي لا تفهم ، والخرز والتعلّق بغير الله .
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ووحدانيّته أن يكفيّنا شر الأشرار ، وأن يُجنّبنا كيد الفجار ، وأن يشفي مرضانا ويُعافي مُبتلانا وأن

رد مع اقتباس