عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1102  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-04-2019 الساعة : 06:43 AM

التكفير والتبديع والتفسيق : أحكام شرعية ، لا يجوز أن يتصدّر لها إلاّ العلماء الكبار

🛑 قال الغزالي :
التكفيرُ حُكمٌ شَرعيّ ، يَرجِعُ إلى إباحَةِ المال وسَفكِ الدم ، والْحُكمِ بِالخلودِ في النار . فمأخَذُه كمأخَذِ سائرِ الأحكامِ الشرعية ؛ فتارةً يُدرَك بِيقين ، وتارةً بِظنٍّ غالِب ، وتارةً يُترَدّد فيه .
ومَهْمَا حَصَل تَرَدّد فالوَقْف فيه عن التكفيرِ أوْلَى ، والمُبادَرَة إلى التكفير إنما تَغلِب على طِباعِ مَن يَغلِب عليهم الْجَهل !

🔸 وقال :
أمّا الوصيةُ : فأن تَكُفَّ لِسانَكَ عن أهلِ القِبلَةِ ما أمكَنَكَ ، ما دامُوا قائلينَ لا إله إلاّ الله محمدٌ رسولُ الله ، غير مُناقِضِين لها .
(التفرقة بين الإيمان والزّنْدَقة)

🔴 وقال : والذي يَنبغي : الاحترازُ مِن التكفير ما وجد إليه سبيلاً . فإنّ استبَاحة الدماء والأموال مِن الْمُصَلّين إلى القِبْلة الْمُصَرِّحِين بِقول لا إله إلاّ الله محمد رسول الله خطأ ، والخطأ في تَرْك ألْف كافِر في الحياة أهْون مِن الخطأ في سَفْك مِحْجَمَة مِن دِم مُسلِم .
(الاقتصاد في الاعتقاد)

🔶 وقال القرطبي في " الْمُفْهِم " : بابُ التكفير بابٌ خطير ، أقدَم عليه كثيرٌ مِن الناس فَسَقَطُوا ، وتَوَقّف فيه الفُحُول فَسَلِمُوا . ولا نَعدِل بِالسّلامة شيئًا . اهـ .

💎 وذكَر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه " مِن أعظم الناس نَهيًا عن أن يُنسب مُعيّن إلى تكفير وتفسيق ومعصية ، إلاّ إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي مَن خالفها كان كافرا تارة ، وفاسقا أخرى ، وعاصيا أخرى .
وإني أقرّر أن الله قد غَفَر لهذه الأمة خطأها : وذلك يعمّ الخطأ في المسائل الخَبرية القولية ، والمسائل العِمَلية " .

💎 وقال رحمه الله :
وأما " التكفير ": فالصواب أنه مَن اجتهد مِن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقصد الحق فأخطأ ؛ لم يُكفّر ، بل يُغفر له خطؤه .
ومَن تبين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فشاقّ الرسول مِن بعد ما تبين له الهدى ، واتّبع غير سبيل المؤمنين ؛ فهو كافر .
ومَن اتّبع هواه وقصّر في طلب الحق وتكلّم بلا عِلم ؛ فهو عاصٍ مُذْنِب . ثم قد يكون فاسقا ، وقد تكون له حسنات ترجح على سيئاته . فـ " التكفير " يَختلِف بحسب اختلاف حال الشخص ، فليس كل مخطئ ولا مُبتدع ولا جاهل ولا ضالّ يكون كافرا ؛ بل ولا فاسقا ، بل ولا عاصيا .

🕯 وقال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن نصر المروزي :
ولو أنّا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له، قُمنا عليه، وبدّعناه، وهَجَرناه، لمَا سَلِم معنا لا ابن نصر، ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة .
(سِير أعلام النبلاء)

🔴 وقال الإيجي مِن الحنفيّة : لا يجوز الإقدام على التكفير إذْ فيه خَطَر عظيم . (المواقف)

📌 وقال الحصكفي مِن الحنفيّة : اعلَم أنه لا يُفْتَى بِكُفْر مُسلِم أمْكن حَمْل كَلامه على مَحْمَل حَسَن ، أو كان في كُفْرِه خَلاف . (الدر المختار شرح تنوير الأبصار وجامع البحار)

رد مع اقتباس