عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : راجية العفو المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 10:22 PM

مجالات الدعوة واسعة وليست محصورة على مسميات ومراكز بل واجب ديني على كل مسلم , فما نصيحتك للذين يتكاسلون عنها ؟ أو يتخوفون مِن إلقاء النصيحة ؟


الجواب :
قلت سابقا : مِن شَرْط الدعوة إلى الله أن تكون على بصيرة ، كما قال الله عَزّ وَجَلّ : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) .
ولا أقصد أن يكون عَالِمًا ، وإنما يُشْتَرَط أن يَكون عَالِمًا بِما يَدعو إليه .


وفي الحديث : بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة . رواه البخاري .


وقال عليه الصلاة والسلام : فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مِن أن يكون لك حُمْر الـنَّعَم . رواه البخاري ومسلم .


قال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : حَقيق بأهل العِلم والإيمان أن يُضَاعِفوا جهودهم في الدعوة إلى الله سبحانه وإرشاد العباد إلى أسباب النجاة ، وتحذيرهم من أسباب الهلاك ، ولا سيما في هذا العصر الذي غَلَبَت فيه الأهواء ، وانتشرت فيه المبادئ الهدّامة والشعارات المضللة ، وقَلّ فيه دُعاة الْهُدى ، وكَثُر فيه دُعاة الإلحاد والإباحية . اهـ .


وقال رحمه الله بعد كلام له عن الدعوة إلى الله : وبذلك يتضح لكل طالب عِلْم أن الدعوة إلى الله مِن أهم المهمات , وأن الأُمَّة في كل زمان ومكان في أشد الحاجة إليها , بل في أشد الضرورة إلى ذلك . اهـ .


وقال رحمه الله : دَلَّت الأدلة مِن الكتاب والسنة على وُجُوب الدعوة إلى الله عز وجل , وأنها مِن الفرائض , والأدلة في ذلك كثيرة ... وَصَرَّّح العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل فَرْض كفاية , بالنسبة إلى الأقطار التي يقوم فيها الدعاة , فإن كُلّ قُطْر وكل إقليم يحتاج إلى الدعوة وإلى النشاط فيها , فهي فَرْض كفاية إذا قام بها مَن يَكفي سَقط عن الباقين ذلك الواجب , وصارت الدعوة في حق الباقين سُـنَّة مُؤكدة , وعملا صالحا جليلا .
وإذا لم يَقُم أهل الإقليم , أو أهل القُطْر المعين بالدعوة على التمام , صار الإثم عاما , وصار الواجب على الجميع , وعلى كل إنسان أن يقوم بالدعوة حسب طاقته وإمكانه .


وقال رحمه الله : الدعوة إلى الله عز وجل اليوم أصبحت فَرْضًا عامًّا, وواجِبا على جميع العلماء وعلى جميع الْحُكّام الذين يَدينون بالإسلام , فَرْض عليهم أن يُبَلِّغُوا دِين الله حسب الطاقة والإمكان بالكتابة والخطابة , وبالإذاعة وبِكُلّ وَسيلة استطاعوا , وأن لا يَتقاعسوا عن ذلك , أو يتكلوا على زيد أو عمرو , فإن الحاجة بل الضرورة ماسة اليوم إلى التعاون والاشتراك , والتكاتف في هذا الأمر العظيم أكثر مما كان قبل , ذلك لأن أعداء الله قد تَكَاتَفُوا وتَعاونوا بِكُلّ وَسيلة للصدِّ عن سبيل الله والتشكيك في دينه , ودعوة الناس إلى ما يُخْرِجهم مِن دِين الله عز وجل , فَوَجَب على أهل الإسلام أن يُقَابِلُوا هذا النشاط الْمُلْحِد بِنَشاط إسلامي, وبِدَعوة إسلامية على شتى المستويات , وبجميع الوسائل وبجميع الطرق الممكنة , وهذا مِن باب أداء ما أوجب الله على عباده من الدعوة إلى سبيله . اهـ .


وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
الدعوة إلى الله هي سَبيل الرُّسُل وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم . يقول الله جل وعلا : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ، والدعوة تكون للفَرْد وللجماعة ، في المساجد والأندية والجامعات والمدارس وغير ذلك مِن أماكن التجمع ، والدعوة عامة للكافِر والفاسِق والمؤمن ، فالكافِر لَعله يَرْجِع عن كُفْره، والفاسِق لعله يُقْلِع عن فِسْقه ، والمؤمن يزداد إيمانا وبصيرة . اهـ .


وأذكر أن أول حجّة حججتها كانت عام 1406 هـ ، ومَرَرْت بِأحَد المخيّمات ، وكانوا يُوزِّعون مَطويّات وبعض الكُتب ، فأخذت منهم مطوية فيها بعض أذكار الصباح والمساء ، وبعض الكُتب التي لا زِلْت أحتفِظ ببعضها !
ولا زِلْت أذكر أن المطوية كانت مطبوعة على ورق عادي ، ليس مثل بطاقات الأذكار الموجودة الآن ، فاحْتَفَظْت بها في جيبي حتى حَفِظْتُها .
وزِدْت عليها أشياء ، ونَقَصْت منها أشياء لَمَّا رأيت أنها لا تَصِحّ .
ولا زِلْت – بِحَمْد الله – أُحافِظ على الأذكار منذ ذلك العام .


فلا تَحقِرنّ مِن المعروف شيئا .


ورُبّ كلمة لاقَتْ أذُنًا صَاغية ، وقَلبًا مفْتُوحًا ، فكانت سبب هداية إنسان ، وسلوكه الطريق المستقيم ؛ فكان للداعي مثل أجْره .


وربما كانت الدعوة الفَرْدِيّة أبلغ مِن دعوة الجميع .




هل لنا بحديث عن فضل الدعوة إلى الله ؟


الجواب :
الدعوة إلى الله عَزّ وَجَلّ هي وظيفة الأنبياء والرُّسُل عليهم الصلاة والسلام .
قال ابن القيم رحمه الله : فالدعوة إلى الله تعالى هي وَظِيفة المرسلين وأتباعهم ، وهم خُلَفَاء الرُّسُل في أممهم ، والناس تَبَع لهم . اهـ .


والدعوة إلى الله هي أحسن القول والعَمَل .
قال تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
روى عبد الرزاق عن معمر عن الحسن البصري أنه تَلاَ هذه الآية : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فقَالَ : هَذَا حَبِيبُ اللَّهِ ، هَذَا وَلِيُّ اللَّهِ ، هَذَا صَفْوَةُ اللَّهِ ، هَذَا خَيْرَةُ اللَّهِ ، هَذَا أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ ، أَجَابَ اللَّهُ فِي دَعْوَتِهِ ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَى مَا أَجَابَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ دَعْوَتِهِ ، وَعَمِلَ صَالِحًا فِي إِجَابَتِهِ ، وَقَالَ : إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ .


قال ابن كثير رحمه الله : يقول تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ) ، أي : دَعا عباد الله إليه ، (وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، أي : وهو في نفسه مُهْتَدٍ بِمَا يَقُوله ، فَنَفْعُه لِنفسه ولغيره لازم ومُتَعَدٍ ، وليس هو مِن الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه ، ويَنهون عن المنكر ويأتونه ، بل يأتَمِر بالخير ويَتْرك الشر ، ويَدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى . وهذه عامة في كل مَن دَعا إلى خير ، وهو في نفسه مُهْتَد . اهـ .


وقال ابن القيم رحمه الله : فهذا النوع أفضل أنواع الإنسان وأعلاهم درجة عند الله يوم القيامة ... ولا يكون من أتْبَاع الرَّسُول على الحقيقة إلاَّ مَن دَعا إلى الله على بَصيرة . قال الله تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) . فقوله : (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ) تفسير لِسَبِيلِه التي هو عليها ، فَسَبِيله وسَبيل أتْبَاعِه الدعوة إلى الله ، فمن لم يَدْعُ إلى الله فليس على سَبِيلِه . اهـ .


وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : فأنت يا عبد الله يكفيك شَرَفًا أن تكون مِن أتباع الرُّسُل, ومِن الْمُنْتَظِمِين في هذه الآية الكريمة : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ) . اهـ .


والدعوة إلى الله دليل صِدْق مع الله .
قال قَتَادَةَ في قَوْلُهُ تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ) ، قَالَ : هَذَا عَبْدٌ صَدَّقَ قَوْلَهُ عَمَلُهُ ، وَمَوْلَجَهُ مَخْرَجُهُ ، وَسِرَّهُ عَلاَنِيَتُهُ ، وَشَاهِدَهُ مَغِيبُهُ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ عَبْدٌ خَالَفَ قَوْلَهُ عَمَلُهُ ، وَمَوْلَجَهُ مَخْرَجُهُ ، وَسَرَّهُ عَلاَنِيَتُهُ ، وَشَاهِدَهُ مَغِيبُه . رواه ابن جرير الطبري في تفسيره .


قال ابن القيم رحمه الله : مقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد . قال تعالى : (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) ، وقال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) .


والدَّاعِي إلى الله دَليل الْخَلْق إلى الله ، فهو يَدُلّ الْخَلْق على الله .


والدَّاعِي إلى الله يَعَمل لله تعالى ، ويَعمل لِمَصْلَحة نفسِه ، ولِمَصَالِح الْخَلْق ، فهو ساعٍ في نفع نفسه وفي نفْع غيره .
قال عليه الصلاة والسلام : مَن دَعا إلى هُدى كان له مِن الأجْر مثل أُجُور مَن تَبِعه لا يَنقص ذلك مِن أجُورهم شيئا . رواه مسلم .


ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرْفَع الناس مَنْزِلة وأفضلهم .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْنَا عَشْرًا ، وَإِذَا سَأَلْنَا اللَّهَ لَهُ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْنَا شَفَاعَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكُلُّ ثَوَابٍ يَحْصُلُ لَنَا عَلَى أَعْمَالِنَا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِنَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِنَا شَيْءٌ ؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ دَعَا إلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا " ، وَهُوَ الَّذِي دَعَا أُمَّتَهُ إلَى كُلِّ خَيْرٍ ، وَكُلُّ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ أُمَّتُهُ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ الصَّحَابَةُ وَالسَّلَفُ يَهْدُونَ إلَيْهِ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمْ وَلا يَحُجُّونَ عَنْهُ وَلا يَتَصَدَّقُونَ وَلا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ وَيَهْدُونَ لَهُ ؛ لأَنَّ كُلَّ مَا يَعْمَلُهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ صَلاةٍ وَصِيَامٍ وَحَجٍّ وَصَدَقَةٍ وَقِرَاءَةٍ ، لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْء . اهـ .


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَفْرَح ويستَبْشِر إذا هَدَى الله أحدًا على يديه .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا صَبِيا يَهوديا فأسْلَمَ ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه مِن النار . رواه البخاري .


والكلام في فضْل الدعوة إلى الله يَطول .


رد مع اقتباس