عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : راجية العفو المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 10:21 PM





ولله الحمد وضعت بصمتك ما شاء الله بعالم الإنترنت والله يبارك فيك وبوقتك وإن شاء الله تصديت لثغرة من الثغور الخطيرة على المسلمين , فيا حبذا لو تحدثنا متى بدأت في التواجد في هذا العالم الافتراضي كما يسمونه ؟


الجواب :
كنت أتهّيب الدخول إلى هذا الْخِضَمّ ! وكنت أسمع عن الفيروسات ! مع قِلّة الخبرة في الأجهزة "الحواسيب " .
وقد زراني أحد الأصدقاء ، وهو الأخ خالد اليوسف – وفّقه الله – فعَرَض عَليّ الدخول إلى الشبكة .
قلت : لا أُحْسِن التعامل مع الأجهزة فضلا عن التعامل مع الشبكة !
قال : الناس بحاجة .. وستجِد أن هناك عشرات الأسئلة تستطيع أن تُجيب عنها .
وكنت بدأت أتعامَل مع الحاسِب ، وكُنت وَقتها أعمَل في ديوان الوزارة ، وكان إذا أشكل عليّ شيء سألت بعض الـنُّسّاخ .
وربما اتصلت بالأخ خالد ، وقد أسأله عند زيارته عن بعض الأشياء .. وكان آنذاك يعمل على جهاز " ماكنتوش " .
فعرفت كثيرا مِن برامج الحاسب في فترة وجيزة ، حتى صار بعض الـنُّسّاخ في الوزارة يسألونني عن بعض الأشياء التي تُشْكِل عليهم ! رغم أن بعضهم كان قد حصل على دورات دراسية في البرامج !


ثم بدأت أدخل الشبكة ( الإنترنت ) ولم أكن أعرف عنها الكثير ..
لم أكن أحسِن إنشاء بريد ، ولا التسجيل ولا المشاركة في المنتديات !


ثم كان لي بعض المشاركات .. وبعض الدروس ..
وكنت أُشارِك في كتابة بعض المقالات .. والجواب عن بعض الأسئلة مِن غير وُجود قِسم يضمّ ذلك كله .
وكنت آنذاك أكتب وأنشر مَقَالاتي في أكثر مِن خمسين منتدى !


وأذكر أن أول الدروس وأوّل تجميع للمقالات كان في منتدى اسمه " الحياة " ، ولا وُجود له الآن !
وكنت أردّ على بعض الأسئلة التي تَصِلني عبر البريد .


وأُجْرِيت بعض اللقاءات في بعض المنتديات ، ومنها منتديات لا وُجود لها الآن !


وشارَكْت في بعض المنتديات على الردّ على بعض أصحاب الفِكر المنحرِف مِن الْمُغَرَّبِين !


ثم كان إنشاء منتديات المشكاة في عام 1423 هـ ، ودُعيت للمشاركة ، ثم اقترَح أحد المشرفين إنشاء قِسْم للفتاوى ..
ومِن الطريف أنني كنت أشارِك في المشكاة مثل سائر الأعضاء ، ورأيت في شريط عناوين الموضوعات النشِطة ( الشيخ عبد الرحمن السحيم ) ولا أستطيع الوصول إليه !
فكتبت موضوعا بعنوان : إن الملأ يأتَمِرون بك ! مِن باب الدعابة .
ثم سألت أحد المشرفين ( هاتفيا ) فأخبرني بِما كَتَبه المشرِف .
ثم قَوِيت العلاقة مع المشكاة ، بعد أن زُرْت أحد المشرِفين ، وهو الأخ ( ولد السيح ) واجتمعت عنده أول مرة ببعض مُشرفي المشكاة وبعض أعضائها ، ومشرفي منتدى آخر كبير ..
ثم تَوَالَت الزيارات وعَرَفْت المشكاة ومُشْرِفيها عن قُرْب .


وفي بعض الفترات حصل انقطاع عن المشكاة ..
فاقترح أحد المشرفين في المشكاة ، وهو الأخ ( نبيل ) إنشاء منتدى متخصص للفتاوى ، وجَمْع ما نُشِر لي في الشبكة ، فكان منتدى " الإرشاد " ، وجُمِع فيه كُلّ أو جُلّ ما كَتَبْتُه في الشبكة ، ثم انهدم البناء بسبب خلل فني !
فأُعِيد بناء الإرشاد للمرة الثانية ، وطُرِح فيه كل ما نُشِر لي في الشبكة .
ولا يزال الإرشاد قائما .. نفع الله بِجهود الإخوة والأخوات ، وثبّتهم وبلغّهم أمانيهم في رضاه .





هناك كثير من القصص التي سمعناها ولعلكم سمعتم بها أيضا , وهي أن هناك كثير من الشباب والفتيات يدخلون الشبكة العنكبوتية بهدف الدعوة إلى الله وسرعان ما تنقلب حالهم إلى الأسوأ, فيا حبذا تذكر بعض النصائح لهم والوصايا التي يحتمون بها حتى لا يقعوا في أخطاء السابقين ؟
وبالمقابل للسؤال السابق هناك فئة غلبت عليهم شهوته فيقوم بالتعارف عن طريق غرف الدردشة (الشات) ثم يتطور هذا الأمر إلى مسنجر ثم اتصال ثم لقاء فما هي نصيحتكم فضيلة الشيخ لهذه الفئة ؟


الجواب :
هذا صحيح ، حتى قرأت قصة فتاة عَنْوَنَتْها بـ " دَخَلْتُ داعية وخَرَجْت عاشِقَة " !


وأما الوصية ، فهي وصية الله للأولين والآخرِين (تقوى الله) ، فإنها تَجْمَع مِلاك ذلك كله ، فإن مَن اتّقى الله راقبه في السّرّ والعَلَن ، وفيما يأتي وما يَذَر .


وأما النصيحة ، فهي في الإخلاص في السرّ والعَلَن ، فإنه ما أُتِي أحد إلاّ مِن باب ذُنُوب الْخَلَوات .
قال ابن الجوزي : إن للخلوة تأثيرات تَبين في الجلوة ، كم مِن مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يَشتهي حذرا مِن عقابه ، أو رجاء لثوابه ، أو إجلالاً له ، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عودا هنديا على مِجْمَر فَيَفوح طِيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو ... ورُبّ خَالٍ بِذَنْب كان سبب وقوعه في هُوّةِ شَقْوَة في عيش الدنيا والآخرة . اهـ .


وأن على الإنسان أن لا يَثِق بِنفسه ولا يعتمد عليها ، بل يَثِق بالله عَزّ وَجَلّ ، ويسأله التوفيق .


قال ابن القيم : وقد أجمع العارفون على أنّ كُلّ خير فأصْلُه بِتوفيق الله للعبد ، وكُلّ شَرّ فأصْلُه خُذلانه لِعَبده . وأجمعوا أن التوفيق أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك ، وأن الخذلان أن يُخَلّي بينك وبين نفسك . اهـ .


وقال ابن رجب رحمه الله في شرح قوله عليه الصلاة والسلام : " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ " : إشارةٌ إلى أنَّ باطنَ الأمر يكونُ بخلافِ ذلك ، وإنَّ خاتمة السُّوءِ تكونُ بسبب دسيسةٍ باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ، إما من جهة عمل سيئ ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سُوءَ الخاتمة عند الموت . اهـ .


وأن يُكثِر الإنسان مِن سؤال الله الثبات ، ويستعيذ بالله مِن الزيغ ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله مِن الرجوع على الأعقاب ، فَكَان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ مِن وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، والْحَوْر بعد الكَون ، ودعوة المظلوم ، وسوء المنظر في الأهل والمال . رواه مسلم .
وفي بعض الروايات وبعض النُّسَخ : ومِن الْحَوْر بعد الكَور .
قال الترمذي : هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو مِن الطاعة إلى المعصية ، إنما يعني : الرجوع مِن شيء إلى شيء مِن الشَّرّ . اهـ .
وكان ابن أبي مُليكة يقول : اللهم إنا نَعوذ بك أن نَرْجِع على أعقابنا ، أو نُفْتَن عن دِيننا . رواه البخاري ومسلم .


ونصيحة أخيرة : أن لا يكون الإنسان كَالشَّمْعَة ؛ يَحْتَرِق ليُضِيء للآخَرين ! بل يكون كَالْقَمَر يُسْتَضَاء به ، وهو في عُلوّه وصفائه !
وبعض الناس يدخل مواطِن الشُّبُهات بل والشهوات بِقصد الدعوة إلى الله ، وربما أدْمَن الدخول حتى اسْتَمْرَأ المنكَر ، وفي الأمثال : كثرة الإمساس تُذهِب الإحساس .
وربما كان دخوله قبل أن يشتدّ عوده في الدعوة إلى الله ، فَيكون ذلك سَببًا في انْتِكاسته .


وأما مَن يدخُلون إلى غُرف الدردشة وغيرها بِقصْد الاصطياد في الماء العَكِر ، فيُقال لهم :
لكم عَورات وأعْراض ، فاحفظوها ، فإن الجزاء مِن جِنْس العَمَل ، وكَما تَدِين تُدان .
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)




رد مع اقتباس