عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.86 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : راجية العفو المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 10:18 PM




حدثنا عن سيرتك الذاتية , يا حبذا أيضا أن تحدثنا عن بداياتك في طلب العلم ؟


الجواب :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
والحمد لله الذي يسّر وأعان ، فلَه المحامد كلها على ما أوْلَى مِن نِعْمة ، وما سَتَر مِن عيب وعورة.
والصلاة على مَن بعثه ربه هاديا ومُبشِّرًا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا مُنيرا ، وعلى آله وأصحابه وسَلَّم تسليما كثيرا ..


أما البدايات فكان يَعتريها الضعف ! خاصة أن أولها كان في المرحلة الثانوية ..
وكُنت آخذ بعض الكُتب وبعض الكُتيّبات فأقرأها خاصة في الأوقات التي لا تَشغلها الدراسة النظامية ..
وكان الوقت الذي أقرأ فيه أكثر ما أقرأ عند النوم !
حيث كان ما قبل وقت النوم وقت ضائع ! وهو كذلك عند كثير من الناس ، حيث يَتَقَلّب على فِراشه ، ويشكو الأرق كثير من الناس !


وحرصت على قراءة بعض الكُتب غير الْمُطوّلة ، وبعض الكُتيِّبَات ؛ لأنها تُثري المعلومة ، وتنتهي بسرعة ، فيشعر القارئ أنه أنجز شيئا ! فيحمِله ذلك على الاستزادة وحُب القراءة .
بِخِلاف ما لو أخذ شيئا مِن الْمُطوَّلات أو الكتب الكبيرة ، فيمضي وقته ويشعر بأنه لم يُنجِز شيئا.


وكنت آنذاك في القصيم ، وكان إذا أشكل عليّ شيء ، ذهبت إلى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في عنيزة ، فسألته عما أشكل عليّ .. وكان في ذلك الوقت لم يكثر عنده الطلاّب ، والجلوس معه مُتَيَسّر ، وأذكر أن أول مرة سألته كان في عام 1407 هـ ، وكانت عن لبس الساعة ، حيث أوْرَد أحد زملاء الدراسة شُبهة أنها ، مِن حديد ، وأنها حِلية أهل النار . فذهبت إلى الشيخ رحمه الله وسألته عنها ، فقال : هي ليست مِن الحديد ، ولو كانت مِن الحديد لم تكن حِلية ؛ لأنها لا تتخذ للزينة ، بل لِمَعرفة الوقت .
ثم سألته في نفس العام عن بعض المجازفات التي يشتمل عليها كتاب " الجيولوجيا " للصف الثالث ثانوي ، خاصة ما يتعلّق بالتطوّر ! ومئات الملايين من السنين !


وأذكر أنني جمعت بعض المسائل ، فأخذت جهاز تسجيل وذَهبت إلى الشيخ رحمه الله ، وكنت أسأله ما بين المسجد وبين بيته ، حيث كان يمشي على قدميه ، ولا يركب ذهابا ورجوعا .
وضاع مني ذلك الشريط ، فَنَدِمْتُ على ذلك .
وربما اتصلت على الشيخ رحمه الله بالهاتف للسؤال عمّا أشكل ..


ثم انتقلت إلى حفر الباطن في عام 1412 هـ، ولم يكن فيه دروس كثيرة ، وحضرت بعض الدروس عند أحد القُضاة هناك ، وهو الشيخ أحمد البعادي متّع الله به .


وفي العام الذي يَلِيه انتقلت إلى الرياض .. وانتسبت إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وتخرّجت في كلية أصول الدين ، قِسم السنة وعلومها .


وأخذت عن الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله مسائل فيما أشكل عليّ ، حيث كُنت أُصَلّي بِجواره صلاة الظهر في مسجد دار الإفتاء وأتمكّن مِن سؤاله .
حيث كان الشيخ رحمه الله إذا صلّى النافلة قبل صلاة الظهر الْتَفَت على مِن على يمينه وسلَّم عليه وسأله عن اسمه وأحواله ، ثم الْتَفَت على مَن كان على يسارِه ، وسلّم عليه وسأله كذلك .
وكُنت أجلس عن يساره حتى أحصل على فُرصة السلام على الشيخ رحمه الله والسؤال بعد ذلك عما أردت سؤاله عنه .
وحضرت على مدى أربع سنوات دروسا لشيخنا الشيخ العلامة ابن جبرين رحمه الله في جامع الراجحي ، وكانت دروسه في العقيدة " الطحاوية " و "السُّنة " للخلاّل ، وفي " الأربعين النووية" وفي " عمدة الأحكام " في الحديث .
وحضرت أيضا دروس الشيخ د . عبد الرحمن لمحمود وفقه الله ونفع به .
وحضرت أيضا عند الشيخ د . ناصر العقل وفّقه الله ، وكانت دروسه في العقيدة ، وقراءة مِن فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

ثم حضرت عند شيخنا العلامة الشيخ عبد الكريم الخضير متّع الله به ووفقه ، وانتفعت بالشيخ وبِعِلْمِه كثيرا ، فهو بَحْر لا تُكدِّره الدلاء .
هذا فيما يتعلّق بالمشايخ الأجلاّء الذين أخذت عنهم في المساجد .
أما مَن أخذت عنهم في الدراسة النظامية فهم كُثُر ، وعلى رأسهم الشيخ أحمد معبد بن عبد الكريم ، وهو شيخ الْمُحدِّثين بمصر ، حيث كان يُدرِّس في جامعة الإمام .


ثم دَرَسْت بداية الدراسات العليا " الماجستير " في جامعة الملك سعود في الرياض .


وكُتِب السيرة الذاتية هنا :
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?p=106776






من كان له فضل في تحفيز الجانب الدعوي لديك ؟


الجواب :
كان والدي ووالدتي – متّع الله بهما وحفظهما – يَحُثّاني على المشاركة في الإذاعة المدرسية في المرحلة المتوسطة ، إلاّ أن تلك المشاركات لم تكن كافية للانطلاق في الدعوة إلى الله ، حتى كان في عام 1408 هـ ، حيث كُـنّا في معسكر ، وألحّ عليّ أحد الشباب مِن الأحساء – جزاه الله عني الحسنى وزيادة – ألَحّ عليّ أن أُلْقِي كلمة بعد الصلاة ، وامتَنَعْت ولكنه أصرّ على أن اُلْقِي ، خاصة بعد أن تكلّمت في مسألة ، وفَصّلت فيها ونحن جلوس بعض جلساتنا .
فَحَضّرت لِكلمة .. ولكني تراجعت عنها !
ثم حضّرت لكلمة أخرى .. وقام الأخ وقدَّم لي بعد الصلاة ، ولو لم يفعل ربما لم أقُم ! ثم قمت وتكلّمت .. وأذكر حينها أنه جفّ ريقي !
ثم في عام 1412 هـ سكنت حفر الباطن ، وقام أحد طلاّب العِلْم وألْقَى كلمة بعد الصلاة ، فقلت في نفسي : أنا أحسن مثل هذا ، والمنطقة بِحاجة ، فَلِم لا أتكلّم مثله ؟
فكانت الانطلاقة ، وخطبت الجمعة لأول مرة .





حدثنا فضيلة الشيخ عن مشوارك العلمي وإلى أين وصلت؟


الجواب :
جاء في الحديث : مَنْهُومَانِ لا يَشْبَعَانِ : طالِب عِلم وطالب دُنيا . رواه الحاكم وصححه ، وصححه الذهبي والألباني .


روى غير واحد أن ابن المبارك قيل له : إلى متى تَكْتُب العِلْم ؟ قال : لعل الكلمة التي أنْتَفِع بها لم أكتبها بَعْد .


قال نُعيم بن حماد : سمعت عبد الله بن المبارك رضي الله عنه يقول - وقد عابَه قَوم في كثرة طَلَبه للحديث - فقالوا له : إلى متى تَسْمَع ؟ قال : إلى الممات !
وقال الحسين بن منصور الجصاص : قلت لأحمد بن حنبل رضي الله عنه : إلى متى يَكتب الرّجل الحديث ؟ قال : إلى الموت .
وقال عبد الله بن محمد البغوي : سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول : إنما أطلب العِلم إلى أن أدخل القبر .
وقال محمد بن إسماعيل الصائغ : كنت أصوغ مع أبي ببغداد فَمَرّ بنا أحمد بن حنبل وهو يَعْدُو ، ونَعلاه في يديه ، فأخذ أبي بِمَجَامِع ثوبه ، فقال : يا أبا عبد الله ألا تستحي ؟ إلى متى تَعْدُو مع هؤلاء ؟ قال : إلى الموت !
وقال عبد الله بن بِشر الطالقاني : أرجو أن يأتيني أمْر ربي والمحبرة بين يدي ، ولم يُفارقني العِلم والمحبرة .
وقال حميد بن محمد بن يزيد البصري : جاء ابن بسطام الحافظ يسألني عن الحديث ، فقلت له : ما أشد حرصك على الحديث ! فقال : أوَ ما أُحِبّ أن أكون في قطار آل رسول الله ؟
وقيل لبعض العلماء : متى يَحسن بالمرء أن يَتَعَلَّم ؟ قال : ما حَسُنت به الحياة .
وسُئل الحسن عن الرجل له ثمانون سنة أيحسن أن يَطْلُب العِلم ؟ قال : إن كان يَحْسُن به أن يعيش .


ولا زلت اعتبر نفسي في مرحلة طلب العِلْم ؛ لأن الإنسان لا يزال عَالِمًا مَا طَلب العلم ، فإن ظن أنه قد عَلِم فقد جَهِل .
وأما الدراسة فقد جاوزت العتبة الأُولى في الدراسات العليا " الماجستير " .
وكانت في التفسير وعلومه .





هل واجهت صعوبات ومعوقات في طلب العلم , ما هي ؟


الجواب :
بِحمْد الله لم أُواجِه صعوبة في طَلَب العِلْم ، وأعتبر هذا مِن توفيق الله عَزّ وَجَلّ ونِعمته وفضله على عبده الفقير الخطّاء .
وقد وَاصَلْت – بِحمْد الله - طَلَب العِلْم والدراسة حتى بعد الزواج والأولاد والمسؤولية ، ومَن رتّب وقته وحَفِظه انتفع بِوَقْته ونَفَع غيره .
وقد تكون الصعوبات أحيانا في عدم إحسان اختيار الصُّحْبَة أو في الإكثار مِن مُخالطة الناس وفضول الكلام .
وأذكر أنني أول ما انتقلت إلى الرياض ، كنت أجتمع ببعض الشباب ، وكانت أوقاتنا تمضي بين جلسات وذهاب ومجيء ، ففكّرت مليًّا في الفائدة التي نخرج بها ونجنيها مِن تلك الاجتماعات ..؟
فوجدت أننا لم نخرج منها إلاّ بِـ قيل وقال ! ولا أظنّ أننا نخرج منها سَالِمين لا لَنا ولا علينا !
فقررت الانقطاع عن تلك المضيَعة !
وقلت : مَن زارني زُرْتُه ، وأما هذه الاجتماعات فلا مصلحة فيها ..


وكنت أغتبِط جِدًّا بِمجالسة أقوام لا يَغتابون ، ولا أخرج مِن عندهم إلاّ بِكمّ مِن الفوائد ..
حيث جَالَسْت أهل العِلْم وانتفعت بِما كَتَبوه ..
فكأني كُنت جَليس الإمام أحمد والبخاري وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب وعلماء الأمة .. بل والسَّلَف الصالح مِن قَبْلِهم .
فأعْظَم الأسباب المعينة على طَلب العِلم أن يُهيئ الله للإنسان صُحْبة صالحة ونَفْسًا تُعِينه ، وأن يأخذ الإنسان نفسَه بِالْجِدّ والاجتهاد .
وأن لا ينغلِق الإنسان في بَوتَقة ضَيقة مِن الحزبيات أو مِن المدارِس الفقهية ، فلا يَرى الحق إلاّ في قَول فلان أو في المدرسة الفلانية !


ومع ذلك فانا أعترِف بضياع الأوقات ، وبالكَسَل ..
وإلى الله أشكو ضَعْف هِمّتي .




رد مع اقتباس