|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 01-02-2019 الساعة : 05:34 PM
حقيقة الدنيا 2
كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول إذا قَعَد : إنكم في مَمَرّ الليل والنهار في آجَال مَنْقُوصَة ، وأعمال مَحْفَوظة ، والموت يأتي بَغْتة ، فمَن زَرَع خيرا يُوشِك أن يَحصد رَغْبة ، ومَن زَرَع شَرّا يُوشِك أن يحصد نَدَامة ، ولِكلّ زَارِع مِثل ما زَرَع ، فلا يَسبِق بَطيء بِحَظه ، ولا يُدرِك حَرِيص ما لم يُقَدّر له ، فمَن أُعطِي خيرًا فالله أعطَاه ، ومَن وُقِي شَرّا فالله وَقَاه ، الْمُتّقُون سَادَة ، والعلماء قادَة ، ومُجَالَسَتهم زِيادَة . رواه الإمام أحمد في " الزهد " وأبو داود في " الزّهد " وابن أبي الدنيا في " الزّهد " وأبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
وخطَب عُمرُ بن عبد العزيز ، فقال : إن الدّنيا ليست بِدَار قَرَاركم ، دارٌ كَتَب الله عليها الفَنَاء ، وكَتَب على أهلها منها الظّعْن .
فَكَم عامِر مُونق عمّا قليل يَخْرَب ، وكَم مُقيم مُغْتَبط عمّا قليل يَظْعَن ، فأحْسِنوا - رَحِمكم الله - منها الرّحْلة بِأحسَن ما بِحَضْرَتكم مِن النّقْلَة ، وتَزَوّدوا فإن خير الزاد التقوى ، إنما الدنيا كَفَيء ظِلال قَلَص فَذَهب ، بينما ابن آدم في الدنيا يُنافِس فيها قَرِير العين قانِعا ، إذ دَعاه الله بِقَدَره، ورَمَاه بِيوم حَتْفه ، فَسَلَبه آثاره ودُنياه ، وصَيّر لِقَوم آخرين مَصَانِعه ومَغْنَاه .
إن الدنيا لا تَسرّ بِقَدْر ما تَضرّ ، إنها تَسرّ قليلا ، وتُحْزِن حُزْنا طَويلا . رواه ابن أبي الدنيا في " الزّهد " .
وقال عامِر بن عبدِ قيس : الدنيا والِدَة الموت ، وناقِضة للمُبْرَم ، ومُرْتَجِعة للعَطِيّة ، وكُلّ مَن فيها يجري على ما لا يَدرِي ، وكل مُسْتَقِر فيها غير راضٍ بها ، وذلك شهيد على أنها ليست بِدَار قَرَار . رواه ابن أبي الدنيا في " الزّهد " .
|
|
|
|
|