|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 07-10-2020 الساعة : 06:55 AM
التّذكِير بِالفَضْل ليس مِن الْمِنّة الْمَذمُومَة
🔸 فتَذكِير الوالِد للوَلَد ، والزّوج لِزَوجَته بِفَضِله : لا يُعتَبَر مِن الْمَنّ والأذَى ، خاصة عندما يُكْفَر إحْسَانُه ، أو يُسَاء إلَيْه .
💎 جاء أبو بكر رضي الله عنه يَستأذِن على النبي صلى الله عليه وسلم ، فسَمِع عائشة وهي رَافِعةٌ صَوتَها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأَذِن له ، فدَخَل ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا ابنةَ أمِّ رُومَان ! وتَنَاوَلَها لِيَلْطِمَها ، أتَرْفَعِين صَوتَك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فَحَالَ النبي صلى الله عليه وسلم بَينَه وبَينَها ، فلمّا خَرَج أبو بكر جَعَل النبي صلى الله عليه وسلم يَقُول لَهَا يَتَرَضّاهَا : ألاَ تَرَيْن أنّي قد حُلْتُ بَيْن الرّجُل وبَيْنَك ؟!
💡 وفي رواية : فجَعَل النبي صلى الله عليه وسلم يَحجِزُه ، وخَرَج أبو بكر مُغْضَبا .
✅ وفي رواية قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : كَيف رَأيْتِنِي أَنْقَذْتُك مِن الرّجُل ؟!
ثم جاء أبو بكر ، فاستأذَن عليه ، فوَجَده يُضَاحِكُها ، قال : فأَذِن له ، فدَخَل عليه ، فقال له أبو بكر رضي الله عنه : يا رَسول الله ! أشْرِكَانِي في سِلْمِكُمَا كمَا أشْرَكْتُمَانِي في حَرْبِكُما ! رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في " الكبرى " ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
📙 وفي رواية : فَمَكَث أبو بكر أيامًا ، ثم استأذَن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوَجَدَهُما قد اصْطَلَحا ، فقال لَهُما : أدْخِلانِي في سِلْمِكُمَا كمَا أدْخَلْتُمَانِي في حَرْبِكُمَا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد فَعَلْنَا ، قد فَعَلْنَا .
🔹 ورَفْع الصوت مِن عائشة رضي الله عنها لَم يكن فيه سُوء أدَب ، وإنما كان فيه غَيْرَة !
ففي رواية : استأذَن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَسَمِع صَوتَ عائشة عَالِيا ، وهي تقول : والله لقد عَرَفتُ أن عَلِيّا أحَبُّ إلَيك مِن أَبِي ! مَرّتَيْن أو ثلاثا .
💎 وذكّر النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار بِما مَنّ الله عليهم به ، وأنّ الله هَداهُم به ، وأغنَاهُم بِه ، وجَمَعَهم به عليه الصلاة والسلام ، فقال لهم : يَا مَعْشَرَ الأنْصَار ، ألَم أجِدْكُم ضُلاّلاً ، فَهَدَاكُم الله بِي ؟ وَعَالَةً ، فَأغْنَاكُم اللهُ بِي ؟ وَمُتَفَرّقِين ، فَجَمَعَكُم الله بِي ؟ وَيَقُولُون : اللهُ وَرَسُولُه أمَنّ ، فقال : ألا تُجِيبُونِي ؟ فَقَالوا : اللهُ وَرَسُولُه أمَنّ . رواه البخاري ومسلم .
🔶 قال ابن مُفلِح : يُحْتَمَلُ أن يُقال فِي هَذا كَما قَالَه ابن حَزْم : لا يَحِلّ أن يَمُنّ إلاّ مِن كُفِر إحْسَانُه ، وَأُسِيء إلَيْه ، فَلَه أن يُعَدّدَ إحْسَانَه .
وَيُحْتَمَلُ أن يُقَال كَما قَالَه شَارِح " الأحْكَام الصُّغرَى " : إنّ هَذا دَلِيلٌ عَلى إقَامَة الْحُجّة عِنْد الْحَاجَة إلَيها عَلى الْخَصم ، وَلَمّا كَانَت نِعْمَةُ الإِيمَانِ أعْظَمُ قَدّمَها ، ثمّ نِعْمَةُ الأُلْفَة أعْظَمُ مِن نِعْمَة الْمَال ؛ لأن الْمَالَ يُبْذَلُ فِي تَحْصِيلِها ، واللّه أعلم .
(كتاب الفروع)
🔻 بل هذا أمْر معروف حتى عِند أهل الجاهلية ! أي : التّذكِير بِالفَضل والْمَكَانة
ففي أخبار صُلْح الْحُدَيْبِيَة :
🔘 قال عُرْوَة بن مَسْعُود : أيْ قَوْم ، ألَسْتُمْ بِالوَالِد ؟ قَالوا : بَلَى ، قال : أوَلَسْتُ بِالوَلَد ؟ قَالوا : بَلَى ، قال : فَهَل تَتّهِمُونِي ؟ قَالوا : لا ، قال : ألَسْتُمْ تَعْلَمُون أنّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظ ، فَلَمّا بَلّحُوا عَلَيّ جِئْتُكُم بِأهْلِي وَوَلَدِي وَمَن أطَاعَنِي ؟ قَالوا : بَلَى ، قال: فَإنّ هَذا [يَعني : رسول الله صلى الله عليه وسلم] قَد عَرَض لَكُم خُطّةَ رُشْدٍ ، اقْبَلُوهَا وَدَعُونِي آتِيهِ ، قَالُوا : ائْتِه ، فَأَتَاه . رواه البخاري .
🖋 وفي رواية : فقال : وَإنّي نَاصِحٌ لَكُم شَفِيقٌ عَلَيْكُمْ ، لا أدّخِرُ عَنْكُم نُصْحًا . رواه الواقِدي في " المغازي " ومِن طريقه : رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
|
|
|
|
|