عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1094  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-04-2019 الساعة : 07:37 AM

إن يكن الله مولاك تولاّك وكَفَاك وأغناك ..

رَوَى هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال : لَمّا وَقَف الزبير يوم الْجَمَل دعاني فقمتُ إلى جنبه ، فقال : يا بُني إنه لا يُقتَل اليوم إلاّ ظالِم أو مظلوم ، وإني لا أراني إلاّ سأُقتَل اليوم مظلوما ، وإن مِن أكبر هَمّي لَدَينِي ، أفتُرى يُبقي دينُنا مِن مالِنا شيئا ؟ فقال : يا بُنَي بِعْ مالَنا فاقْضِ دَيني ، وأوْصَى بِالثلث وثُلثه لِبَنِيه يعني عبد الله بن الزبير يقول : ثلث الثلث ، فإن فَضل مِن مالِنا فَضل بعد قضاء الدِّين شيء فثُلثه لوَلَدك .

قال عبد الله : فجَعَل يُوصِيني بِدَينه ، ويقول : يا بني إن عَجِزت عنه في شيء فاستَعِن عليه مَولاي ، قال : فو الله ما دَرَيت ما أرَاد ! حتى قلت : يا أبتِ مَن مولاك ؟ قال : الله . قال : فو الله ما وَقَعت في كُربة مِن دَينه إلاّ قلت : يا مولى الزبير اقضِ عنه دَينه ؛ فيَقضِيه . فقُتِل الزبير رضي الله عنه ولم يَدَع دينارا ولا درهما إلاّ أرَضِين منها الغابة وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارَين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا بمصر ، قال : وإنما كان دَينه الذي عليه أن الرَّجل كان يأتيه بالمال فيستَودعه إياه ، فيقول الزبير : لا ، ولكنه سَلَف ، فإني أخشى عليه الضّيعة ، وما وَلي إمارة قط ، ولا جِباية خَراج ، ولا شيئا إلاّ أن يكون في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، أو مع أبي بكر وعمر وعثمان ، رضي الله عنهم .

قال عبد الله بن الزبير : فحسَبتُ ما عليه مِن الدَّين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف ، قال : فلَقِي حكيمُ بن حزام عبدَ الله بن الزبير فقال : يا ابن أخي ، كم على أخي مِن الدَّين ؟ فَكَتَمه ، فقال : مائة ألف ! فقال حكيم : والله ما أرى أمْوَالكم تَسَع لهذه ، فقال له عبد الله : أفرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف ؟! قال : ما أراكم تُطيقُون هذا ، فإن عَجِزتم عن شيء منه فاستَعينُوا بي .

قال : وكان الزبير اشتَرى الغابة بِسَبعين ومئة ألف ، فبَاعَها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف ، ثم قام فقال : مَن كان له على الزبير حقّ فليُوافِنا بالغابة ، فأتاه عبد الله بن جعفر ، وكان له على الزبير أربعمائة ألف ، فقال لعبد الله : إن شئتم تَرَكتها لكم ، قال عبد الله : لا ، قال : فإن شئتم جَعَلتموها فيما تؤخّرون إن أخّرتم ، فقال عبد الله : لا ، قال : قال فاقطَعُوا لي قِطعة ، فقال عبد الله : لك مِن هاهنا إلى هاهنا ، قال : فباع منها فقَضى دَينه ، فأوْفَاه وبَقِي منها أربعة أسهم ونصف ، فَقَدِم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زَمعة ، فقال له معاوية : كم قُوّمت الغابة ؟ قال : كل سهم مئة ألف ، قال : كم بَقي ؟ قال : أربعة أسهم ونصف . قال المنذر بن الزبير : قد أخذت سهما بِمائة ألف ، قال عمرو بن عثمان : قد أخذت سهما بِمائة ألف ، وقال ابن زَمعة : قد أخذت سهما بِمائة ألف ، فقال معاوية : كم بَقي ؟ فقال : سهم ونصف ، قال : أخذته بخمسين ومئة ألف .
قال : وباع عبد الله بن جعفر نَصيبه مِن معاوية بِستمائة ألف .

فلمّا فَرَغ ابن الزبير مِن قضاء دَينه ، قال بَنُو الزبير : اقسِم بيننا مِيراثنا ، قال : لا والله لا أقسِم بينكم حتى أُنادِي بالموسم [أي : في الحج] أربع سنين : ألاَ مَن كان له على الزبير دَين فليأتنا فلنقْضِه .

قال : فجَعَل كل سَنَة يُنادِي بالموسِم ، فلما مَضى أربع سنين قَسَم بينهم ، قال : فكان للزبير أربع نسوة ورَفع الثلث ، فأصاب كل امرأة : ألف ألف ومائة ألف .
فَجَميع مالِه : خمسون ألف ألف ومائة ألف . رواه البخاري .

يا مولانا اقضِ الدين عن المدينين ، وفرّج همّ المهمومين .

رد مع اقتباس