[ناصرة السنة]

فضيلة الشيخ حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذهب جمهور الفقهاء لعدم صحته إمامة المرأة للرجال مستدلين بقوله صلى الله عليه وسلم : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله " فقالوا : والمرأة ليست من القوم لقوله تعالى :" لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء " فجعل النساء خارجين عن القوم ، وأجيب عن ذلك بأنه من عطف الخاص على العام كقوله تعالى : "تنزل الملائكة والروح فيها " والروح من الملائكة فهو من باب عطف العام على الخاص ، وكذلك حديث أم ورقة الشهيدة عند أبي داود بأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لها أن تؤم أهل بيتها في الصلاة ، والقاعدة : " أن ترك الاستفصال في مقام الاحتمال يفيد العموم في الأقوال " فلم يستفسر منها هل تؤم النساء دون الرجال أم الجميع وهل هذا في النفل دون الفرض أم في الجميع.
السؤال: كيف نرد على هذه الأقوال؟



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحَفِظَك الله وَرَعَاك .

لا يُسلَّم لهذا الاستدلال ، والجواب المذكور ضعيف ؛ لأن عطف النساء على الرجال من باب عطف المتغايرات ، بِخلاف عطف الروح ( جبريل ) على الملائكة ؛ لأنه من باب عطف المتماثلات .
واللغة لا تدلّ على ما قاله المستدلّ ؛ لأن أهل اللغة يُثبتون أن النساء لا يدخلن في وصف " القَوم " .
فخروج النساء عن وصف القوم هو مقتضى اللغة .
قال زهير :
وما أدري وسوف إخال أدري *** أقومٌ آل حصن أم نساء .
قال ابن منظور في " لسان العرب " : فلو كانت النساء من القوم ، لم يَقُل : ولا نساء من نساء . اهـ .

ولو كان ما ذهب إليه له وَجْه من الصحة لأمّت نساء الصحابة من بعدهن ، مع فضلهن ، خاصة أمهات المؤمنين .

ثم إن العلماء اختلفوا في إمامة العبد ؛ لأنه أقلّ قدرا من الْحُرّ ، فكيف بإمامة المرأة ، والرجل له القوامة عليها ؟

كما أن المرأة عورة ، كما في الحديث ، فكيف يتم تقديمها بين يدي الرجال ؟

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلّى على جنازة المرأة قام مقابل وسطها ليسترها عن الناس – وهي ميتة – فكيف تُقدّم أمام الرجال في حال حياتها ، وكمال الافتتان بها ؟!

وسبق ما يتعلق بإمامة المرأة هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5264

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد