عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1244  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-08-2019 الساعة : 09:33 AM

في مقطع مَرْئي : تكلّم الضيف والْمُقَدِّم عن حديث : " أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عَزّ وَجَلّ سُرور تُدْخِله على مُسْلم ... "

وتَكلّموا في فَهْم هذا الحديث ، وزَعَموا أن فيه فَهْمًا جديدا للإسلام !!

⚫️ والإشكال في فَهْم صيغة التفضيل
فالعلماء يَتكَلّمون في صِيغة التفضيل ، وهل هي على بابِها أوْ لا ؟

🔸 قال ابن خزيمة رحمه الله : العرب قد تقول : إن أفضل العمل كذا ، وإنما تُريد " مِن أفضل " و " خير العمل كذا " وإنما تُريد : مِن خير العَمل . اهـ .

فإذا وَرَدت نصوص كثيرة بِنفس الصيغة ؛ فلا بُدّ أن يُحمَل على التبعيض ، وليس على الإطلاق .

فليس هناك عمل واحِد قِيل فيه : مَن أظلم مَن فعل كذا ، وإلاّ لَقِيل هذا هو الأظلم ، لكن وَرَدت نصوص كثيرة سواءً في القرآن أو في السُّنة ، وَرَدت نصوص (ومَن أظلم...) (ومَن أظلم...)

🖌 فيقول العلماء : تُحمل على أن التفضيل ليس على بابه ، ليس على إطلاقه ، وإنما تعني (مِن أظلم)

ومثله ما وَرَد في الحديث ، وأن الصيغة تَعنِي : مِن أحب الأعمال إلى الله ، وليس هو أحبّ الأعمال على الله على الإطلاق ؛ بِدليل مَجيء نُصوص أخرى ، ومعلوم أنّ أحبّ الأعمال إلى الله : الفرائض .

ومِن النّصوص الوَارِدة في التفضيل :

💎 لمّا سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله . قِيل : ثم ماذا ؟ قال : جِهاد في سبيل الله . قِيل : ثم ماذا ؟ قال : حَجّ مَبْرُور . رواه البخاري ومسلم .

💎 وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيّ الأعمال أحبّ إلى الله ؟ قال : الصلاة على وَقْتها . قلت : ثم أيّ ؟ قال : ثُم بِرّ الوالِدَين . قلتُ : ثم أيّ ؟ قال : ثُم الجهاد في سبيل الله . رواه البخاري ومسلم .

💎 ولمّا سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيّ الإسلام أفضل ؟ قال : مَن سَلِم المسلمون مِن لِسانه ويَدِه . رواه البخاري ومسلم .

💎 وفي حديث أبي ذرّ رضي الله عنه قال : سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم : أيّ العَمل أفضل ؟ قال : إيمان بالله ، وجهاد في سبيله . قلتُ : فأيّ الرّقَاب أفضل ؟ قال : أعلاها ثَمَنا ، وأنفسها عند أهلها . رواه البخاري ومسلم .

فهذه الأحاديث تُحمَل على أن صِيغَة التفضيل فيها ليست على إطلاقها .

🔹 وقد يكون في وَقت مِن الأوقات عَمَل الإنسان لِنفسه عَملا خاصّا خالِصًا مع الله عَزّ وَجَلّ أحبّ إلى الله عَزّ وَجَلّ .

مثلا لَمّا تأتي نصوص كثيرة في قيام الليل في الثلث الأخير مِن الليل ؛ فهذا ليس وَقت نَفْع الناس ، فهنا أفضل الأعمال قيام الليل .

ولذلك جاءت نصوص كثيرة في فضل قيام الليل .

مُمْكِن تقوم الليل وتنفع الناس في النهار ؛ فلا تَنْسَ نصيب قَلبِك ، ولا تَتْرُك نَفْع الناس .

🔵 ومَن تأمّل سِيَر العلماء والقادَة العُظماء وَجَد أنهم لا يُهمِلون نَصيبهم مِن العبادات اللاّزِمة ، مع نَفْع الناس ، ونَشْر العِلْم ، وتعليم الناس .

ولا يعني هذا التّزهِيد في الأعمال الأخرى ، مثل ما تَكلّموا هُم بِطَرِيقتهم ، فـ (قراءة القرآن والصلاة) هذي كُلها مِن أحب الأعمال .

لكن لا يعني أنها أحبّ الأعمال على الإطلاق ، فليست أحبّ إلى الله مِن الفرائض .

💎 وفي الحديث القدسي عند البخاري : " يقولُ اللَّهَ تبارك وتعالى : ما تقرّب إليّ عَبدِي بِشيء أحبّ إليّ مما افتَرَضتُ عليه " .

✅ فأفضل ما يَتقرّب به الإنسان إلى الله عَزّ وَجَلّ : هي الفَرَائض .

وهذا يؤكد على أن صيغة التفضيل ليست على إطلاقها ، وليست على بَابِها في التفضيل : (أحبّ الأعمال إلى الله) : ( أحبّ الناس إلى الله) ...

ليست على إطلاقها بحيث إنه يُطلق حُكم عام في التفضيل .

ولا يعني التزهيد بها ؛ فيُقال : انفع الناس ، واتْرك نَفْسك ، واهْمِل نَفسك !!

💎 إذا كان النبي ﷺ لأجْل تَزْكية نفسه أُمِر بِقيام الليل : (قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا) حتى قال العلماء : فُرض عليه قيام الليل سَنَة .

وما قيل له : تَكفِيك الدعوة ، أنك تدعو الناس وتَتحمّل المشاقّ ، وما تُلاقي مِن الناس وغير ذلك وإنما قيل له : (قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا) ، ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ)

هذه في مَحلّها ، وهذه في بَابِها .

رد مع اقتباس