عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1242  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-08-2019 الساعة : 10:52 AM

جُرأة بعض الناس في تفسير كلام الله عَزّ وَجَلّ وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم

رأيت في مَقْطَعَين مَرْئيّين :
الأول : يتكلّم عن آية ، ويُفسّرها بِجَهل !
والثاني : يتكلّم عن حديث ، ويَستَنْبِط مِنه حُكْمًا !

◾️ ورَحِم الله الأصْمَعي – وهو إمام مِن أئمة اللغة العربية – حيث سُئل عن حديث " الجار أحق بِصَقَبِه " ، فقال : لا أدري ، ولكن العَرب تَزعم أن الصّقَب اللّزِيق .

أما الآية التي خاض فيها أحدهم بِجَهْل ، فهي قوله عَزّ وَجَلّ : (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ) ، وزَعَم أن مَن لم يُعطِ أقاربه حقّهم ؛ فهو (سارِق) !!

وهذه نتيجة مَن يَتكلّم في النصوص بِجَهْل وهَوى !

وفي الآية ثلاثة أقوال : 1 - حقّهم : صِلَة الرَّحِم . 2 – قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصّة . 3 – أنها منسوخة .

🔷 قال الإمام البغوي في تفسيره :
قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) يَعْنِي : صِلَة الرَّحِم ، وَأَرَاد بِه : قَرَابَة الإِنسَان . وَعَلَيه الأَكْثَرُون .
وعن عَلِيّ بن الْحُسين : أَرَادَ بِهِ قَرَابَة الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم . اهـ .

⚫️ وقال ابن عطية في تفسيره :
اخْتَلَف الْمُتَأوّلُون في : " ذي القُرْبَى " ؛ فقال الجمهور : الآية وَصِيّة للناس كُلّهم بِصِلَة قَرَابَتهم ، خُوطِب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد الأمة ، وأُلْحِقَ في هذه الآية ما يَتَعَيّن له مِن صِلَة الرّحم وسَدّ الْخَلّة والمواساة عند الحاجة بِالْمَال والْمَعُونة بِكُلّ وَجْه ، قال بنحو هذا الحسن وعكرمة وابن عباس وغيرهم .
وقال علي بن الحسين في هذه : هم قَرَابة النبي عليه السلام ، أُمِر النبي عليه السلام بإعطائهم حقوقهم مِن بيت المال .

قال ابن عطية : والقَول الأول أبْيَن . اهـ .

🔷 وقال القرطبي : قوله تعالى : (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) أي : كَمَا رَاعَيْت حقّ الوالدين فَصِلْ الرّحِم ، ثم تَصدّق على المسكين وابن السبيل .

وقال في قوله تعالى في سورة " الرّوم " : (فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) :
اخْتُلِف في هذه الآية ، فقيل: إنها مَنْسُوخة بآية الْمَوَارِيث . وقيل : لا نَسْخ ، بل للقَرِيب حقّ لازِم في البِر على كل حال ، وهو الصحيح .

قال مجاهد وقتادة : صِلَة الرّحِم فَرْض مِن الله عز وجل ...
وقيل : المراد بالقُربى أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم . والأول أصح . اهـ .

🔶 وذَكَر الإمام البيهقي حديث : " ما مِن صاحِبِ إِبِلٍ ولا غَنَمٍ ولا بَقَرٍ لا يُؤَدِّي حَقَّها ... "
ثم قال :
وقَد ذَهَبَ أكثَرُ العُلَماءِ إلَى أنَّ وُجوبَ الزَّكاةِ نَسَخَ وُجوبَ هذه الْحُقوقِ سِوَى الزَّكاةِ ما لَم يُضطَرَّ إلَيه غَيرُه . اهـ .

🔴 ولَم يَقُل أحدٌ مِن العلماء : أن مَن مَنَع أحدًا حقّه ؛ فهو (سارِق) ! وإنما يكون (ظالِم)

🛑 وقد أوْجَب الْمُتحدِّث : حقّ القَرَابة في المال !

💎 وفي الحديث : أتى رَجُلٌ مِن بني تَميم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني ذو مال كثير ، وذو أهل ووَلَد ، وحاضِرة ، فأخبرني كيف أُنْفِق ؟ وكيف أصْنَع ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تُخْرِج الزكاة مِن مَالِك ، فإنها طُهْرة تُطهّرك ، وتَصِل أقرباءك ، وتَعرف حقّ السائل والجارِ والمسكين ، فقال : يا رسول الله ، أقْلِل لي ! قال : (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) . فقال : حَسْبِي يا رسول الله ، إذا أدّيت الزكاة إلى رَسُولك ، فقد بَرِئتُ منها إلى الله ورسوله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، إذا أدّيتها إلى رسُولي ، فقد بَرِئتَ منها ، فَلَك أجْرها ، وإثْمُها على مَن بَدّلها . رواه الإمام أحمد والحاكم وصححه على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي .

🔘 ولا شكّ أن صِلَة ذوي القُربى مُتَعيّنة ، وأن " الصدقة على ذِي الرّحِم اثنتان : صَدَقة وصِلَة " ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

🔵 ورَحِم الله الإمام مالك إذْ كان يقول : لا أُوتَي بِرَجُلٍ غير عالم بِلُغَاتِ العَرَب يُفَسِّر كِتاب الله إلاَّ جَعَلْتُه نَكَالاً !

✅ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَنْ تَكَلَّمَ فِي الدِّينِ بِلا عِلْمٍ كَانَ كَاذِبًا ، وَإِنْ كَانَ لا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ .

وقال : تفسير القرآن بِمُجَرَّد الرأي حرام . اهـ .

🖌 مَن هو المخوّل والذي يَحِقّ له تفسير القرآن الكريم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12836

📚 هل ضرب الزوجة في القرآن الكريم يعني الْمُبَاعَدَة والْمُفَارَقَة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12837

📌 هل صحيح : أن مِن علامات الساعة زوال جبال مكة ، وقيام الأبراج فيها ، ووجود الأنفاق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12838

🖌 كيف نردّ على مَن يقول أنه يحقّ لكلِّ أحد أن يفهَم النُّصوص دون التقيّد بفَهم السَّلف ؟
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/255.htm

وأعتذر عن الإطالة !!

رد مع اقتباس