[محب السلف]

...

سمعت عن حديث أن السيدة جويرية كانت تسبح بالحصى .. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قلت بعدك كلمات ... ومفادة أنه يجوز التسبيح بالمسبحة لأنه صلوات ربي وسلامه عليه لم ينهاها عن استعمال الحصى ؟
كانت هناك سيدة في المسجد أكثرت من قول الأحاديث البارحة فقلت لها : من قائل الحديث وما مدى صحته ? فقالت : صححه الألباني لكنها لم تذكر لي من القائل ..
ولا أدري أنا بينت لها أنه لا يجوز لها أن تنقل ما لم تتأكد منه لأنها تكون بذلك متقولة على الرسول لو كان الحديث موضوعاً .

الجواب :

أما التسبيح بالنوى أو الحصى فلم يثبت فيه شيء عن الصحابة بل ثبت إنكار ابن مسعود - رضي الله عنه - على من كانوا يُسبّحون بالحصى في مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورماهم بالحجارة . كما عند الدارمي وعند ابن وضاح في البدع .

وأما نسبة جواز التسبيح بالحصى أو بالمسبحة إلى الألباني فهو باطل، فالشيخ - رحمه الله - شديد في هذه المسألة. وقد قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في تحقيقه لمختصر صحيح مسلم للمنذري تعليقا على حديث أم المؤمنين جويرية - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بُكرة حين صلى الصبح ، وهى في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة ، فقال : ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت : نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزِنة عرشه ، ومداد كلماته .

قال الشيخ الألباني معلقا على قوله : ( وهي جالسة ) : زاد في حديث آخر : " وبين يديها نوى أو حصى تُسبّح بها " ولا يصح إسناده ، وكذلك كل حديث فيه ذِكر التسبيح بالحصى أو النوى فلا يثبت ، والسنة التسبيح بالأنامل من اليد اليمنى ، وقد حققت ذلك كله في رسالتنا " الرد على التعقيب الحثيث " . انتهى كلامه - رحمه الله - .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم