عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 395  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-08-2017 الساعة : 06:26 AM

يَقِين الْمُتّقِين (8)

قال الأصمعي : أقبلت ذات مرة مِن مسجد البصرة إذ طلع أعرابي جَلف جاف على قَعود له متقلدا سيفه ، وبيده قوسه ، فَدَنا وسلّم ، وقال : ممن الرَّجُل ؟

قلت : مِن بني أصمع .

قال : أنت الأصمعي ؟

قلت : نعم .

قال : ومِن أين أقبلتَ ؟

قلت : مِن موضع يُتلَى فيه كلام الرحمن .

قال : والرحمن كلام يَتْلُوه الآدميون ؟!

قلت : نعم .

قال : فَاتْلُ عليّ منه شيئا ، فقرأت (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) إلى قوله (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) .

فقال الأعرابي : يا أصمعي هذا كلام الرحمن ؟

قلت : إي والذي بعث محمدا بالحق إنه لَكَلامه ، أنْزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

فقال لي : يا أصمعي حَسبك .

ثم قام إلى ناقته فنَحَرها ، وقطّعها بِجلدها ، وقال : أعنِّي على توزيعها ، ففَرّقناها على مَن أقبل وأدبر ، ثم عَمد إلى سيفه وقوسه فكسَرهما ، ووضعهما تحت الرَّحْل ، وولّى نحو البادية ، وهو يقول : (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) .

قال الأصمعيّ : فَمَقَتُّ نفسي وَلُمْتُها ، ثم حججتُ مع الرشيد ، فبينما أنا أطوف إذا أنا بِصوت رقيق ، فالْتَفَتُّ ، فإذا أنا بالأعرابي وهو ناحِل ، فسلّم عليّ ، وأخذ بيدي ، وقال : اتلُ عليّ كلام الرحمن ، وأجلسني مِن وراء المقَام ، فقرأتُ (وَالذَّارِيَاتِ) حتى وصلتُ إلى قوله تعالى : (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) فقال الأعرابي : لقد وجدنا ما وَعدنا الرحمن حقّا ، ثم قال : يا أصمعي ، هل غير هذا للرحمن كلام ؟ قلتُ : نعم ؛ يقول الله عَزّ وَجَلّ : (فوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) فصاح الأعرابي ، وقال : يا سبحان الله ! مَن ذا أغضب الجليل حتى حَلَف ؟ ألم يُصدّقوه في قوله حتى ألْجَئوه إلى اليمين ؟؟ فقالها ثلاثا ، وخَرَجَت بها نفسه . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

رد مع اقتباس