عرض مشاركة واحدة

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.34 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي ما حكم من أصر على نشر حديث موضوع بعد تنبيهه عليه ؟
قديم بتاريخ : 14-02-2010 الساعة : 12:36 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

إذا بُيِّن له أن الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصرّ فهو على خَطَر عظيم ، وتهديد أكيد ، ووعيد شديد ؛ يدور بَيْن النار والكُفر .

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . رواه البخاري ومسلم . وهو حديث مُتواتر عنه عليه الصلاة والسلام .

قال الشيخ العلاّمة جمال الدين القاسمي : وقوله : " فليتبوأ مقعده من النار " أي : فَلْيَتَّخِذ لِنَفْسِه مَنْزِلا . يُقال : تبوأ الدار : إذا اتَّخَذَها مَسْكَنا ، وهو أمْر مَعناه الْخَبَر ، يعني : فإن الله يُبَوِّئه ، وتعبيره بصيغة الأمْر للإهانة ، ولذا قيل : الأمر فيه للتهكم أو التهديد ، إذ هو أبلغ في التغليظ والتشديد من أن يُقال كان مقعدة في النار ، ومن ثم كان ذلك كبيرة ، بل قال الشيخ أبو محمد الجويني : إنه كفر ، يعني : لأنه يترتب عليه الاستخفاف بالشريعة . اهـ .

والحديث الموضوع لا تجوز روايته إلا لبيان حاله والتحذير منه .
وقال عليه الصلاة والسلام : مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بحديث يَُرى أنه كَذِب فهو أحد الكاذِبين . رواه مسلم في المقدِّمة .
وضُبطت ( يرى ) بالضم وبالفتح
فالضمّ ( يُرى ) أي يَراه غيره .
والفتح ( يَرى ) أي من حدّث به .
والضم أشهر وأكثر .

وهذا يُفيد أن من حدّث بحديث موضوع مكذوب أو أوْرَده أنه داخل في عِداد الكاذِبِين الذين كذبوا على ربهم وعلى نبيِّهم صلى الله عليه وسلم .

ولا يجوز إيراد الحديث الموضوع ، ولا تناقله لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها .
وقد يُورِد العَالِم الحديث ، ويَظنّ أنه صحيح ، ثم يتبيَّن له أنه مكذوب ، ولا غضاضة في التراجع والرجوع إلى الحق .

فقد أوْرَد ابن الجوزي في كتاب " الموضوعات " حديثا في الفضائل ، ثم قال : كنت قد سمعت هذا الحديث في زمن الصِّبا ، فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة ، لِحُسْن ظني بالرواة ، فلما عَلِمْتُ أنه موضوع تَركته ! فقال لي قائل : أليس هو استعمال خير ؟ قلت : استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا ، فإذا عَلمنا أنه كَذِب خرج عن المشروعية . اهـ .

والعلماء يَعدّون إيراد الأحاديث الموضوعة ذَنْبا يُعاب به العالِم .

قال الإمام الذهبي في ترجمة أبي نُعيم الأصبهاني : وما أبو نعيم بِمُتَّهم بل هو صدوق عالم بهذا الفن ، ما أعلم له ذَنْـبـا - والله يعفو عنه - أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه ثم يَسْكُتْ عن تَوهِيَتِها . اهـ .

فَعَلى من نشر الحديث الموضوع المكذوب أن يتوب إلى الله ، فقد أتَى ذَنْبًا عظيما ، وفَعَل كبيرة من كبائر الذنوب . ولِيَعْلَم أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .

والله تعالى أعلم .

المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

رد مع اقتباس