عرض مشاركة واحدة

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي هل صحيح أنّه إذا رقى مريضٌ مريضا أنّ الله يشفي الرّاقي ؟
قديم بتاريخ : 05-10-2016 الساعة : 04:09 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن أن يشفي المريض المريض؟
يعني مثلا إن كان مصاب بعين أو مس أو سحر إذا رقى أحدا هل له أن يشفى بإذن الله على يديه؟
بارك الله فيكم



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

لا يُمكن أن يشفي المريض المريض ؛ لأن الشافي هو الله ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الرُّقيَة : أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا . رواه البخاري ومسلم .

وأما أن يَكون شفاء المريض على يديه ، بحيث يكون سبَبًا ، فهذا وَارِد ؛ لأن الراقي مُحسِن إلى الْمَرْقِي ، وجزاء الإحسان إحسان ، فقد يكون مِن هذا الباب .
أو يَرْحَم الراقي الْمَرْقِي ؛ فيُرْحَم بسبب ذلك .

قال ابن القيم : وهو سبحانه وتعالى رحيم يُحب الرحماء، وإنما يَرْحَم مِن عباده الرحماء، وهو سِتِّير يُحب مَن يَستر على عباده، وعَفوّ يُحِبّ مَن يعفو عنهم، وغفور يُحِبّ مَن يَغفر لهم، ولطيف يحب اللطيف من عباده، ويُبغض الفظّ الغليظ القاسِي الجعظري الجوَّاظ، ورَفيق يحب الرِّفق، وحليم يُحب الْحِلم، وبَرٌّ يُحِب البِرّ وأهْله، وعَدْل يُحِب العدل، وقابل المعاذير يحب مَن يَقبل معاذير عباده ، ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وُجُودا وعَدَما ، فمَن عَفا عَفا عنه ، ومَن غَفَر غَفَر له ، ومَن سامَح سامَحه ، ومن حاقَق حاقَقَه، ومَن رَفَق بعباده رَفَق به، ومَن رَحِم خلقه رَحِمه، ومَن أحسن إليهم أحسن إليه، ومَن جَاد عليهم جَاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومَن سَترهم سَتره، ومَن صَفَح عنهم صَفَح عنه، ومَن تَتَبَّع عورتهم تَتَبَّع عورته، ومَن هَتَكهم هَتكه وفَضَحَه، ومَن مَنعهم خيره منعه خيره ، ومَن شاق شاقّ الله تعالى بِه، ومَن مَكَر مَكَر بِه، ومَن خادَع خَادَعَه، ومَن عامَل خَلْقَه بِصِفة عامَلَه الله تعالى بتلك الصفة بِعَيْنِها في الدنيا والآخرة .
فالله تعالى لعبده على حَسب ما يكون العبد لِخَلْقِه . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس