عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي حكم تعلّم فنّ الإتيكيت في الجلوس والمشي وغيره.
قديم بتاريخ : 10-07-2014 الساعة : 03:29 PM


السؤال
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشّيخ الفاضل؛ عبد الرّحمن حفظه الله ورعاه :
ما هو حكم تعلّم فن الإتيكيت في المشي والجلوس والصّعود على الدّرج والضّيافة وغيرها، حيث يكلّف الإنسان نفسه ويلزمها بحركات معيّنة حتى يُلاقي القبول والاحترام من الآخرين ؟ وهل يوجد في ديننا قواعد لهذه الحركات ؟
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قد جاء الإسلام بِكُلّ أدب جَمّ ، حتى ألّف العلماء كُتُبًا في الأدب والآداب .
وأكثر طُرُق التعامل لها أصل شرعي .
وما خالَف الشرع فيها فإنه يُنبَذ ، مثل : إمساك الشوكة باليسار والسكّين باليمين ، ومِن ثمّ يأكل الإنسان بيسارِه ، فهذا منهي عنه .
وكل ما كان فيه لُطْف في التعامل فإنه مطلوب مُرغَّب فيه شرعا ، إلاّ أن يكون مِن عادات الأمم الكافرة ، مثل : الانحناء للقادِم ، أو وضْع اليدين أمام الوجه ، مثل حركات الهندوس ، أو القيام على رأس الجالِس ..

سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَوْ صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ : لا . قَالَ : أَفَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ ؟ قَالَ : لا . قَالَ : أَفَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : حَدِيثٌ حَسَن . وحسّنه الألباني .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لا يَجُوزُ الانْحِنَاءُ كَالرُّكُوعِ .
وقال : وَأَمَّا الانْحِنَاءُ عِنْدَ التَّحِيَّةِ فَيُنْهَى عَنْهُ ، كَمَا فِي التِّرْمِذِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ الرَّجُلِ يَلْقَى أَخَاهُ يَنْحَنِي لَهُ ؟ قَالَ : لا . وَلأَنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَجُوزُ فِعْلُهُ إلاَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . اهـ .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : لا يجوز الانحناء عند السلام . اهـ .

وروى أبو داود مِن حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه و سلم : إذا أحْدَث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنْفِه ثم لينصرف .
والحديث صححه الألباني .
والحكمة مِن وَضْع اليد على الأنف مِن أجل دَفْع التهمة .
قال الإمام الخطابي : إنما أمَرَه أن يأخذ بأنْفِه ليُوهِم القوم أن بِه رُعافا .
وفي هذا باب مِن الأخذ بالأدب في سَتر العورة ، وإخفاء القبيح مِن الأمر ، والتورية بما هو أحسن منه . وليس يدخل في هذا الباب الرِّياء والكَذِب ، وإنما هو مِن باب الـتَّجَمّل واستعمال الحياء ، وطَلَب السَّلامة مِن الناس . اهـ .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



رد مع اقتباس