[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفع بك الأمة الإسلامية
سؤالي هو: أن هناك امرأة ذهبت إلى مكة قبل 8 سنين لأداء فريضة العمرة في رمضان وبينما هي
في السعي ضاعت من زوجها من شدة الزحام ، وهي لديها خوف شديد وبينما هي في الشوط السادس انتبهت لزوجها فذهبت إليه ولم تستطع إكمال الشوط السابع ومن الخوف لم تخبر زوجها
وقصت شعرها بنفسها وعندما سألها زوجها تحللتِ من الإحرام
قالت : نعم وقال من قص شعرك قالت بنفسي قال لها لا يجوز لكِ أن تقصي شعرك بنفسك لأنكِ محرمة، وتقول السائلة : لم أعلم أنه لا يجوز ؟
هل عليها شيء يا شيخ وكيف تفعل الآن لأنها لا تعرف تسأل من عن شوط السابع ؟



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

إذا كانت متأكِّدة أنها لم تَسْعَ إلاّ ستة أشواط ، فإنها لا تزال في إحرامها ، وعليها أن تأتي بِعمرة جديدة مِن الميقات الذي أحْرَمَت منه بالعمرة السابقة ، ثم تُحْرِم مِن أدنى الْحِلّ ( مِن التنعيم أو من غيره من خارج حدود الْحَرَم ) وتأتي بِعُمْرَة بَدَل التي أفسدتها .

قال ابن عبد البر : لا يَخْتَلِفُ الْعُلَمَاءُ فِي أَنَّ كُلَّ مَنْ أَفْسَدَ عُمْرَتَهُ بِوَطْءِ أَهْلِهِ ؛ أَنَّ عَلَيْهِ إِتْمَامَهَا ثُمَّ قَضَاءَهَا .
وقال أيضا : وَكُلُّهُمْ يَرَى أَنْ يَقْضِيَ الْعُمْرَةَ مَنْ أَفْسَدَهَا مِنْ مِيقَاتِهِ الَّذِي أَحْرَمَ مِنْهُ بِهَا . اهـ .

ويَرى بعض أهل العلم أن عليها دم ، إذا كان وقع بينها وبين زوجها جماع .
قال ابن قدامة : وَإِنْ وَطِئَ أَفْسَدَ عُمْرَتَهُ ، وَيَمْضِي فِي فَاسِدِهَا ، وَعَلَيْهِ دَمٌ لإِفْسَادِهَا ، وَيَقْضِيهَا بِعُمْرَةٍ مِنْ الْحِلِّ . اهـ .

ومن مشايخنا مَن يعذر مثلها بالجهل .
والأول أحوط .

وسبق :
هل صحيحٌ أنه لا يجوز للمرأة تقصير شعر نفسها في العمرة والحج ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10802

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية