[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
أعلم أن الاحتفال بالمولد النبوي من البدع ولا يجوز الاحتفال به
لكن تحدثت مع بعض الناس اليوم فقالوا نحن لا نحتفل به كما يفعل الجميع لكن نعتبر هذا اليوم مختلف عن غيره
يعني نصلى جميع النوافل حتى ولو لم نكن مواظبين عليها دائما ، نذهب لنقضي اليوم في المسجد ، نتبادل التهاني
فما تعليقكم على ذلك وماذا أقول لهم ؟؟
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

هذا أشدّ مِن مُجرّد الاحتفال ؛ لأن هذا إحداث عبادة أو الْتِزَام عِبادة في يوم مُعين ، لم يَرِد تحديدها في الشرع .
والبِدَع إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وسوء أدب مع مقامه عليه الصلاة والسلام .
قال الإمام مالك رحمه الله : مَن ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتَّهَم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .

وإحياء سُنة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به والاستنان بِسُنّتِه والاهتداء بِهديه صلى الله عليه وسلم لا يكون في يوم في السنة ، بل في سائر العام ، وهذا مِن أقوى الأدلة على صِدْق المحبة ، وعلى الحرص على الاقتداء به عليه الصلاة والسلام في كل شأن مِن شؤون الحياة .

ومِن البِدَع لُزوم المسجد في يوم يُزعَم أنه يوم مولده عليه الصلاة والسلام .
فإنه لم يثبت عند أهل العِلْم تحديد يوم مولده عليه الصلاة والسلام بتاريخ مُعيّن .
وإنما ثبت أنه عليه الصلاة والسلام وُلِد يوم الاثنين . فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين . قال : ذاك يوم وُلِدتُ فيه ، ويوم بُعِثتُ ، أو أُنْزِل عليّ فيه . رواه مسلم .

فمن كان صادقا في محبته للنبي صلى الله عليه وسلم فليقتدِ به عليه الصلاة والسلام ، وليُحيي سُنته ، ولا يكون ذلك في يوم مُعين ، بل في جميع أيام المسلم ، وسائر شؤونه وتصرّفاته .

وسبق :
هـل نحتفـل بالمولـد النبوي ...؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5825

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض