عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1373  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-12-2019 الساعة : 08:08 AM

اختِيار الله خَيرٌ مِن اختِيار العَبد لِنفسِه

💎 قال ابن القيم في قوله تعالى : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) :

في هذه الآية عِدّةُ حِكَمٍ وأسْرَارٍ ومَصَالِح للعبد ؛ فإنَّ العبدَ إذا عَلِمَ أن المكروهَ قد يأتي بِالْمَحْبُوب ، والْمَحْبُوبُ قد يأتي بِالْمَكْرُوه - لم يأمَن أن تُوَافِيَه الْمَضَرّة مِن جانِبِ الْمَسَرّة ، ولم ييأس أنْ تأتيَه الْمَسَرّةُ مِن جَانب الْمَضَرّة لَعدَم عِلْمِه بِالعَواقِب .
ثم ذَكَر مِن أسرار هذه الآية :

✅ أنها تَقْتَضِي مِن العَبْد التفويضُ إلى مَن يَعلَم عَوَاقِبَ الأمورِ ، والرّضَا بما يختَارُه له ويَقْضِيه له لِمَا يَرجو فيه مِن حُسْن العاقبة .

✅ ومنها : أنه لا يَقْتَرِح على رَبِّه ، ولا يختار عليه ، ولا يَسأله ما ليس له به عِلم ، فلعلَّ مَضَرّتَه وهَلاكَه فيه وهو لا يَعلَمُ ، فلا يختارْ على ربِّه شيئا ، بل يسألُه حُسْنَ الاختيارِ له ، وأن يُرْضِيَهِ بِمَا يَخْتَارُه ؛ فلا أنْفَعُ له مِن ذلك .

✅ ومنها : أنه إذا فَوّضَ إلى رَبِّه ورَضِي بِمَا يَخْتَارُه له أمَدَّه فيمَا يَخْتَارُه له بِالقُوّةِ عليه والعَزِيمةِ والصّبرِ وصَرَفَ عنه الآفاتِ التي هي عُرْضةُ اختيارِ العبدِ لنفسِه ، وأَرَاهُ مِن حُسْنِ عَوَاقِبِ اختيارِه له ما لم يَكُنْ لِيصِلَ إلى بعضِه بما يَختَارُه هو لنفسِه .

✅ ومنها : أنه يُرِيحُه مِن الأفكارِ الْمُتْعِبَةِ في أنْواعِ الاختيارات ، ويُفَرِّغ قَلْبَه مِن التقديرات والتدبيرات .. ومع هذا فَلا خُرُوج لَهُ عَمَّا قُدِّر عَلَيه ، فَلَو رَضِي بِاخْتِيَار الله أَصَابَهُ الْقَدَرُ وَهُو مَحْمُودٌ مَشْكورٌ مَلْطُوفٌ بِهِ فِيه ، وَإِلاّ جَرَى عَلَيْهِ الْقَدَرُ وَهُو مَذْمُومٌ غير مَلْطُوفٍ بِه فِيه ؛ لأنه مَع اخْتِيَارِه لنَفسِه .

(الفوائد) .

رد مع اقتباس