عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : حليمة المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-05-2016 الساعة : 03:18 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مِن مَقَاصِد الشرع : ترك الذنوب والمعاصي .
والأفضل أن يتركها المسلم لله عزَّ وجَلّ : حُبًّا وخوفا ورجاء .
ولو تَرَك المسلم الذنوب والمعاصي لأجل أن تتيسر أموره ، أو يتحقق له أمر دنيوي ؛ فهذا مقصد شرعي أيضا ، فإن الله عزَّ وجَلّ قال على لسان نَبِيّه هود عليه الصلاة والسلام : (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) .
وقال تبارك وتعالى على لسان نوح عليه الصلاة والسلام : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) .

وفي هذا حثّ على ترك الذنوب ؛ لتتحقق المطالب الدنيوية .

وقد أرشد الله عزَّ وجَلّ مَن نَسِي إلى تَرَك الذنوب ؛ لِيَتَذَكّر .
قال ربّ العِزّة سبحانه : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ)
قال ابن كثير : النسيان إنما يكون عن سبب ، قد يكون ذَنْبًا ... فأمَرَ الله تعالى بِذِكْرِه ليَذهب الشيطان عن القَلب ، كما يذهب عند النداء بالأذان ، والحسنة تُذْهِب السيئة ، فإذا زال السبب للنسيان انْزَاح ، فَحَصل الذِّكْر للشيء بسبب ذِكْر الله تعالى .
وقال في موضع آخر :
ويُحْتَمَل في الآية وَجه آخر ، وهو : أن يكون الله عز وجل قد أرشد مَن نَسي الشيء في كلامه إلى ذِكْر الله تعالى ؛ لأن النسيان مَنشؤه مِن الشيطان ، كما قال فَتَى موسى : (وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) ، وذِكْر الله تعالى يَطرد الشيطان ، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان ، فَذِكْر الله سَبب للذِّكْر ؛ ولهذا قال : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) . اهـ .

وبوّب الإمام البخاري رحمه الله في أوائل كتاب الدعوات مِن الصحيح : باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم ولليلة ، باب التوبة ...
قال الحافظ ابن حجر : أشار المصنف بإيراد هَذَين البابين - وهُما الاستغفار ثم التوبة - في أوائل كتاب الدعاء إلى أن الإجابة تُسرع إلى مَن لم يكن مُتَلَبِّسا بالمعصية ، فإذا قدّم التوبة والاستغفار قَبْلَ الدعاء كان أمكن لإجابته . اهـ .

ومِن هذا الباب : ما كان يفعله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، مِن أنه إذا أراد تذكّر شيء أكثر مِن الاستغفار .
قال رحمه الله : إنه ليَقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي تُشْكِل عليّ فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر ويَنحَلّ إشكال ما أشكل . قال : وأكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو الدرب أو المدرسة لا يمنعني ذلك مِن الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي . اهـ .

والأفضل أن يكون العَمل كلّه لله عزَّ وجَلّ .
ويستحضِر المسلم دائما : أن مَن عَمِل صالِحا فلِنفسِه ، وأنّ عَمَل الصالحات ابتداء لِنَيل مَرضَاة الله عزَّ وجَلّ ، والله عزَّ وجَلّ إذا رَضِي أعطَى ، ولا حدّ لِعطائه وبَرَكَته .

وسبق الجواب عن :
ما حكم العبادة من أجل تحقيق آمال وأهداف دنيوية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17630

ما حكم من يعمل صالحا بِنِيّة أن الله يَقضي له حاجة معينة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12840

هل يُؤجر مَن يستغفر الله بِنيِّة أن يُحقق الله له ما يُريد ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=24606

ما رأيك في مَن تطلب العِلم مِن أجل الله ، ورفع الجهل عن نفسها ، وتريد الشهادة لتتوظف بها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9614

هل تجوز الزيادة في القُربات وقت الشدائد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2259

أعاني من كثرة النسيان ، فما علاجه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17169

هل توجد رُقية لتيسير الأمور المتعسّرة ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=30032

هل عفْوي عمّن ظلمني سبب لتفريج همومي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10956

هل كثرة الدعاء بأمور الدنيا يدخل في حب الدنيا ونسيان الآخرة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9141

ابتلاني الله بالمرض بعد عودتي للتدخين ، فهل سيكشِف الله ضُرّي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11354

الاستغفار ... فوائد عظيمة ومعاني جليلة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5392

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس