عرض مشاركة واحدة

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي ما معنى فتنة النفس ؟؟
قديم بتاريخ : 24-04-2013 الساعة : 11:00 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا أود أن أعرف معنى فتنة النفس ؟

وجزاك الله خيراً




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

فِتنة الإنسان في نفسه تكون بأمور ، منها :
الانسياق وراء رغبات النفس ، والتوسُّع في المباحات ، والتساهل في بعض المحرَّمات .
اتِّبَاع هوى النفس .
وينبني على ذلك : كثرة المخالَطة للناس ، وتضييع الأوقات .
قال ابن القيم رحمه الله :
إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر .
وكم سَلَبَت المخالطة والمعاشرة من نِعمة ؟
وكم زرعت من عداوة ؟
وكم غرست في القلب من حزازات تَزُول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول ؟!
ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة ، وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة ويجعل الناس فيها أربعة أقسام ، متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر ... . اهـ .
وتتمة الكلام هنا :
اللهم يسر لي جليسا صالحا
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7853

ومَن فِتنة النفس :
اتْبَاع النفس هواها في الكسل والتكاسل عن أداء الطاعات .
قال الله تعالى : (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) .
قال ابن رجب رحمه الله : وَالْمَعْرُوفُ فِي اسْتِعْمَالِ الْهَوَى عِنْدَ الإِطْلاقِ : أَنَّهُ الْمَيْلُ إِلَى خِلافِ الْحَقِّ . اهـ .

وقال عزَّ وَجَلّ : (فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) .
قال البغوي في تفسيره : (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) عَنِ الْمَحَارِمِ الَّتِي تَشْتَهِيهَا . قَالَ مُقَاتِلٌ : هُوَ الرَّجُلُ يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ ، فَيَذْكُرُ مَقَامَهُ لِلْحِسَابِ ؛ فَيَتْرُكُهَا . اهـ .

وقال القرطبي في تفسيره : (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) ، أَيْ : زَجَرَهَا عَنِ الْمَعَاصِي وَالْمَحَارِمِ .
وَقَالَ سَهْلٌ : تَرْكُ الْهَوَى مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ ، لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضيَ اللّهُ عنه : أَنْتُمْ فِي زَمَانٍ يَقُودُ الْحَقُّ الْهَوَى ، وَسَيَأْتِي زَمَانٌ يَقُودُ الْهَوَى الْحَقَّ ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ . اهـ .

قال الإمام البخاري : بَابُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
قال ابن حجر : يَعْنِي بَيَانَ فَضْلِ مَنْ جَاهَدَ ، وَالْمُرَادُ بِالْمُجَاهَدَةِ : كَفُّ النَّفْسِ عَنْ إِرَادَتِهَا مِنَ الشَّغْلِ بِغَيْرِ الْعِبَادَةِ .
قَالَ ابن بَطَّالٍ : جِهَادُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ هُوَ الْجِهَادُ الأَكْمَلُ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) ، وَيَقَعُ بِمَنْعِ النَّفْسِ عَنِ الْمَعَاصِي وَبِمَنْعِهَا مِنَ الشُّبُهَاتِ وَبِمَنْعِهَا مِنَ الإِكْثَارِ مِنَ الشَّهَوَاتِ الْمُبَاحَةِ لِتَتَوَفَّرَ لَهَا فِي الآخِرَةِ . قال ابن حجر : قُلْتُ : وَلِئَلا يَعْتَادَ الإِكْثَارَ فَيَأْلَفَهُ فَيَجُرُّهُ إِلَى الشُّبُهَاتِ ، فَلا يَأْمَنُ أَنْ يَقَعَ فِي الْحَرَامِ . اهـ .

ونَقَل ابن بطال عن سفيان الثور قوله : ليس عدوك الذي إن قتلته كان لك به أجر ، إنما عدوك نفسك التي بين جنبيك ! فَقَاتِل هواك أشدّ مما تُقَاتِل عَدُوّك .
وقال أويس القرني لِهَرِم بن حيان : ادْع الله أن يصلح قلبك ونيتك ، فإنك لن تُعَالِج شيئًا هو أشدّ عليك منهما ، بينما قَلْبَك مُقْبِل إذْ هو مُدْبِر ، فاغتنم إقباله قبل إدباره ، والسلام عليك .
قَالَ ابن بَطَّالٍ :
وقد يكون جهاد النفس مَنْعها الشهوات المباحة توفيرًا لها في الآخرة . اهـ .

وقديما قيل :
تَرْكُ نفسك يوما وهواها = سعي لها في رداها

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس