عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1294  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2019 الساعة : 07:31 PM

مِن حقوق الْخَدَم والأرِقّاء في الإسلام : يُطعَمُون ويُكْسَوْن ، ولا يُحمّلون ما لا يُطِيقُون .

قال عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت : خَرَجْتُ أنا وأَبِي نَطْلب العِلْم في هذا الْحَيّ مِن الأنصار قبل أن يَهلِكوا ، فكان أوّل مَن لَقِينا أبا اليسر ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه غلام له ، معه ضمامة من صحف ، وعلى أبي اليسر بردة ومعافري ، وعلى غلامه بردة ومعافري ، فقال له أبي : يا عمّ ، إني أرى في وجهك سَفْعة مِن غضب ، قال : أجَل ، كان لي على فلان ابن فلان الحرامي مال ، فأتيت أهله ، فسلّمتُ ، فقلت : ثم هو ؟ قالوا : لا ، فخَرَج عليّ ابن له جَفْر ، فقلت له : أين أبوك ؟ قال : سَمع صَوتك فدخَل أرِيكة أُمّي ! فقلت : اخرج إليّ ، فقد علمت أين أنت ، فخرج ، فقلت : ما حَمَلَك على أن اخْتَبأت مِنّي ؟ قال : أنا ، والله أُحَدِّثك ، ثم لا أكْذِبك ، خَشيتُ والله أن أحدثك فأكْذِبك ، وأن أعِدك فأخْلِفك ، وكنت صاحبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكنتُ والله مُعسِرا .

قال : قلت : آلله ؟ قال : الله . قلت : آلله ؟ قال : الله . قلت : آلله ؟ قال: الله .

قال: فأتى بِصحيفته فمَحَاها بيِدِه ، فقال : إن وَجَدت قَضاء فاقْضِني وإلاّ أنت في حِلّ ، فأشْهَد بَصَر عَينيّ هَاتَين - ووَضَع إصبعيه على عَيْنَيه - وسَمْع أذُنيّ هَاتَين ، ووَعَاه قَلْبي هذا - وأشار إلى مَنَاطِ قَلْبه - رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يَقول : " مَن أنظر مُعسِرا أوْ وَضَع عنه ، أظلّه الله في ظِلّه " .
قال: فقلتُ له أنا : يا عمّ لو أنك أخذت بُردة غلامك ، وأعطيته مَعَافِرِيّك ، وأخذتَ مَعَافِرِيّه وأعطيته بُرْدَتك ، فكانت عليك حُلّة وعَلَيه حُلّة ، فمَسَح رأسي ، وقال : اللهم بارك فيه ، يا ابن أخي بَصَر عَينيّ هاتَين ، وسَمْع أذُنيّ هاتَين، ووَعَاه قَلْبي هذا - وأشار إلى مَنَاط قَلبه - رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : " أطْعِمُوهم مما تأكُلون ، وألْبِسُوهم مما تَلْبَسون " ، وكان أن أعطَيتُه مِن متاع الدنيا أهْوَن عليّ مِن أن يأخُذ مِن حسناتي يوم القيام . رواه مسلم .

قال النووي : قَوْلُهُ : " سَفْعَةً مِنْ غَضَبٍ " هِيَ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَضَمِّهَا لُغَتَانِ وَبِإِسْكَانِ الْفَاء ، أَيْ : عَلامَةٌ وَتَغَيُّرٌ .

قَوْلُهُ : " كَانَ لِي عَلَى فُلانِ بْنِ فُلانٍ الْحَرَامِيِّ " قَالَ الْقَاضِي : رَوَاهُ الأَكْثَرُونَ الْحَرَامِيِّ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَبِالرَّاءِ نِسْبَةً إِلَى بَنِي حَرَامٍ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ بالزاى المعجمة مع كسر الحاء ، ورواه بن مَاهَانَ الْجُذَامِيِّ بِجِيمٍ مَضْمُومَةٍ وَذَالٍ مُعْجَمَةٍ .

قَوْلُهُ : " ابن لَهُ جَفْر " الْجَفْرُ هُوَ الَّذِي قَارَبَ الْبُلُوغَ . اهـ .

رد مع اقتباس