عرض مشاركة واحدة

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشــاد الـصــلاة
افتراضي ماحُكم الصلاة بين الأذان وخطبة الجمعة ؟
قديم بتاريخ : 09-11-2016 الساعة : 12:36 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله شيخنا الفاضل ونفع بكم
سائل يسأل -وخلاصتهُ- : " كما نعرف: عدم ثبوت وجود صلاة بين الأذان وخطبة الجمعة في السُّنة (وهي ما يسمّيها بعضهم: سنّة الجمعة)
إذ أن المصلين أجمعهم يقومون فيصلّون بعد الأذان ركعتين وبعضهم أربع - قُبيل ارتقاء الإمام المنبر- وأنا لا أقوم أصلّيها فأجد في ذلك حرجًا ؛ بسبب نظرهم تجاهي هذا أولا ، وخوفي من أن أُعتبر ممّن شقّ الصّفّ وهذا ثانيًا
فكيف أتعامل في هكذا أمر، هل أقوم وأتنفّل ما شاء الله لي أم أبقى على جلوسي؟
وبارك الله فيكم"
وجزاكم الله خيرًا ووفقكم لمرضاته.



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

تُسنّ الصلاة يوم الجمعة إلى أن يخرج الإمام ، إلاّ أن هذه الصلاة ليست مِن السنة ؛ لأن تحديد الصلاة بعد الأذان الأول لا أصل له ؛ لأن الأذان الأول لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد أبي بكر وعمر رضيَ اللّهُ عنهما ، وإنما كان في زمن الخليفة الراشد عثمان رضيَ اللّهُ عنه ؛ لَمّا كثُر الناس .

فتحديد ما بين الأذان الأول والثاني يوم الجمعة بِصلاةٍ يُداوم عليها صاحبها - بَدعة لا أصل لها ، بِخلاف مَن كان يُصلِّي ثم وافَق هذا الوقت وقت صلاته ؛ لِمَا جاء في حديث سَلْمَان الْفَارِسِيّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ ثُمَّ رَاحَ ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى . رواه البخاري .

وأنا أرى الناس في الحرمين خاصة يقومون فيُصلُّون ركعتين بعد الأذان الأول - قُبيل ارتقاء الإمام المنبر- وأنا لا أصلّيها ؛ لأن المسلم لا يَتقرّب إلى الله عزَّ وَجَلّ إلاّ بِما شُرِع ، لا أن يأتي بالعبادة لأن الناس فَعَلوها !

وإذا كثُر الجالِسون كان أدْعَى للسؤال عنها ، ولِمَ تركها هؤلاء ؟!

صُلّي مرة صلاة الغائب على أحد كبار مشايخنا بعد صلاة الجمعة ، فجلست ولم أُصلّ صلاة الغائب ؛ لأنه صُلّي عليه في أشرف بُقعة وأعظم مكان وأكثر جمع ، مع أن الأصل عدم مشروعية صلاة الغائب على مَن صُلِّي عليه ، على خلاف في المسألة .
فسُئلت عن سبب جلوسي وعدم القيام للصلاة على الشيخ صلاة الغائب ، فأجبت .
وهكذا ينتشر العِلْم ، ويَسأل الناس .

وكان الصحابة رضيَ اللّهُ عنهم يفعلون ذلك ، فيسألهم الناس ، فيتفقّهون في دِينِهم .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس