الموضوع:
شعور الجسد الواحد
عرض مشاركة واحدة
نسمات الفجر
الهيئـة الإداريـة
رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
شعور الجسد الواحد
بتاريخ : 15-04-2015 الساعة : 01:47 AM
مِن دروس الصيام : الشعور بالجسد الواحد ..
فإن الصائم يشعر بالجوع وبالعطش ، فيُحسّ بِحَال إخوانه ممن يَمَسّهم الضرّ طيلة العام ، وممن يقرصهم الجوع على مَدى الأيام ، لا ينتظرون الغروب ليأكلوا ، فليس لديهم غُروب لِشمس الجوع ، ولا أُفُول لِنَجْم الفَقر ، إلاّ أن يشاء الله ..
ويُتَوِّج هذا الشعور : المسارعة إلى إخراج زكاة الفطْر قبل العيد بِيَومٍ أو يومين ، أو قبل صلاة العيد ..
والحكمة : إغناء الفقراء عن السؤال ..
ولأن مَن يَشعر بِمَسّ الجوع لا يَكْتَمِل فَرَحه ..
قَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما :
فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ
؛ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِىَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِىَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ . رواه أبو داود وابن ماجه . وصححه الألباني .
ومِن هذا الباب مَنْعه صلى الله عليه وسلم مِن ادِّخار لحوم الأضاحي في سَنة مِن السنوات ، حيث وُجِدَت حاجة بِبَعض المسلمين .. وذلك تَكافُلا وشُعورا بِشُعور الجسد الواحد .
فقد قيل لِرَسول الله صلى الله عليه وسلم : نَهَيْتَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاثٍ ؟ فَقَالَ :
إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا
. رواه مسلم .
قال النووي : قالَ أَهْل اللُّغَة : " الدَّافَّة " بِتَشْدِيدِ الْفَاء : قَوْم يَسِيرُونَ جَمِيعًا سَيْرًا خَفِيفًا ... وَالْمُرَاد هُنَا مَنْ وَرَدَ مِنْ ضُعَفَاء الأَعْرَاب لِلْمُوَاسَاةِ . اهـ .
مع ما يَتَذَكّره المسلم في يوم عيدِه مِن فَضيلة إدخال السرور على قَلْب مُسْلِم ..
قال عليه الصلاة والسلام :
أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تُدْخله على مُسلم ، أو تَكشف عنه كُربة ، أو تقضي عنه دَينا ، أو تَطْرد عنه جُوعًا
. رواه الطبراني ، وحَسّنه الألباني .
وهذا يُؤكِّد على شعور الجسد الواحد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى . رواه مسلم .
29 / رمضان / 1431 هـ
كتبه الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
نسمات الفجر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نسمات الفجر
البحث عن المشاركات التي كتبها نسمات الفجر
البحث عن جميع مواضيع نسمات الفجر