عرض مشاركة واحدة

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي مسائل في النظرة الشرعية والعلاقة بين المخطوبين
قديم بتاريخ : 20-02-2010 الساعة : 07:38 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
لدي بعض الاستفسارات حول مسائل في الخطبة، وأرجو أن توضحوها لنا، تقدم لخطبتي شاب ملتزم طالب للعلم الشرعي وحافظ للقرآن والسنة
وكان الأهل موافقون في بداية الأمر عليه .. ولكنهم رفضوه بعدما رأوه وذلك بسبب اختلاف لون البشرة.. فهل من حقهم أن يرفضوا شخصا ملتزما حافظا للقرآن بسبب الشكل.. علما أنهم لم يسألوني عن رأيي عندما رفضوه
ومتى يجوز نظر الخاطب إلى مخطوبته.. هل يكون النظر أثناء الخطبة وقبل ابداء الموافقة من أهل الفتاة.. أم الأفضل النظر إليها بعد الموافقة.. أيهما أفضل ؟
ومسألة أخرى بارك الله فيكم/ هل يجوز للخاطب التحدث إلى مخطوبته في الهاتف قبل العقد بحجة التعرف على طباع الطرفين حتى يحصل
الارتياح والقبول.. أرجو التفصيل في هذا الموضوع فكثير من الناس يتساهل في مثل هذه الأمور
وجزاكم الله كل خير ووفقكم لما يحب ويرضى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الميزان في قبول الخاطب وردّه هو تقوى الله وحسن الخُلُق ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي .

وإن كان حُسن الخُلُق من دين الله ، وقد جاء الحث على حُسن الخُلُق ، إلا أنه لا تلازم بين كون الشخص مستقيما مستمسكاً بِدِين الله وبين أن يكون على خُلُق عال .

ولذا لما استشارت فاطمة بنت قيس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن خطبوها قال : أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له . أنكحي أسامة بن زيد . قالت : فكرهته ، ثم قال : انكحي أسامة ، فنكحته فجعل الله فيه خيرا ، واغتبطت . رواه مسلم .

فوصف النبي صلى الله عليه وسلم لأبي جهم بأنه لا يضع عصاه عن عاتقة كناية عن الضرب ، فقد جاء في الرواية الأخرى : وأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء . رواه مسلم .

وليس معنى هذا أن أبا جهم ليس على دِين ، بل هو على دين وخير ، ولكن لديه هذا الجانب الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وله علاقة بالأخلاق .

أما مسألة اختلاف لون البشرة فهذا ليس عيبا يُردّ بسببه الخاطب ، بل هذا من أمور الجاهلية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها سوف تبقى في الناس ، فقال : أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة . رواه مسلم .

وقد زوّج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس - وهي قرشية - زوجها مولاه : أسامة بن زيد كما تقدّم .وكانت ضباعة بنت الزبير تحت المقداد بن الأسود .

وقد أورد الإمام البخاري خبر ضباعة بنت الزبير وقوله : وكانت تحت المقداد بن الأسود .تحت باب : باب الأكفاء في الدين ، وقوله : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)

أي أنه لا اعتبار إلا للكفاءة في الدِّين ، وأما الكفاءة في النسب فهي غير معتبرة .وإن كان الناس اليوم يعتبرونها بل ويُقيمون لها الوزن الكبير ، الذي ربما لا يُقيمونه لدينهم لو نقص أو ارتُكب شيء من المحاذير أو الموبقات .

فلدى بعض الناس الاستعداد لتزويج من لا يُصلي إذا كان قبيلياً ، وليس لديهم الاستعداد لتزويج من كان تقيا حافظا لكتاب الله إذا لم يكن كذلك .

فهذه موازين جاهلية ، وتحكيم للعادات والأعراف المخالفة للكتاب والسنة .

وأما نظر الخاطب فلا يكون إلا بعد الخطبة ، ووجود الموافقة المبدئية ، لأنه لو نظر ثم لم يُوافق عليه ربما وقعت في قلبه ولا سبيل إلى الزواج منها .

ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل . قال جابر : فخطبت امرأة من بني سليم فكنت أتخبأ لها في أصول النخل ، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها . رواه أبو داو والحاكم وقال : هذا حديث صحيح .

والنبي صلى الله عليه وسلم قال للمغيرة بن شعبة لما خطب المغيرة امرأة من الأنصار : أنظرت إليها ؟ قال المغيرة : لا . قال : فانظر إليها ، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما . رواه الإمام أحمد وغيره .

ومعنى ( يؤدم ) أي يؤلّـف بينكما ، وتتآلف القلوب إذا حصلت النظرة الشرعية

وهذه النظرة لا يُشترط أن تكون بإذن الفتاة ، إذا وافقت ووافق وليها على النكاح .ويرى منها ما يدعوه إلى نكاحها ، فيرى منها ما يراه منها محارمها

فلا يجب عليها تغطية شعرها ولا نحرها كما تفعله بعض الفتيات، ولا يجوز له أن يُصافحها قبل العقد .

ويجوز لها أن تُحادث خطيبها عبر الهاتف ولكن يكون ذلك بقدر ، بحيث لا يمتد لساعات طويلة ، ولا ينبني عليه مواعيد ولا خروج أو خلوة ، فإن النظر أعظم من سماع الصوت .

وإن كنت أكره أن يكون ذلك بتغافل الأهل ، ولكن ليكن بقدر الحاجة .

والله تعالى أعلى وأعلم .

وهنا :
ما هي الضوابط الشرعية للرؤية في الخطبة وما الذي يجوز للمرأة أن تبديه للخاطب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=7420

الرد على مَن يدّعي النظرة الشرعية لا تجوز ولا تنبغي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16933

هل تأثم الفتاة إذا رفضت شابا مستقيما ؛ لأنها لم ترتَـح له ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18905


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



رد مع اقتباس