عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.78 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي زوجة تقول لزوجها انت أخي وأنت أبي هل يجوز قولها ؟
قديم بتاريخ : 11-02-2010 الساعة : 04:51 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل
زوجة تقول دائما لزوجها أنت زوجي وأنت أخي وأنت أبي وكل شيء لي في الدنيا .
فهل هذا الكلام يُحَرّم الزوج على زوجته ؟
وهل يجوز قوله ؟



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

هذا الكلام لا يُحرِّم الزوجة على زوجها ؛ لأن المرأة لا تَملِك تحريم نفسها على زوجها بالكلام .
ولا يَصلح أن تقول الزوجة لِزوجها أنت أخي ولا أنت أبي ، وقد عَدّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام هذا مِن الكذِب ، مع أنه عليه الصلاة والسلام لم يَقُل عن زوجته سَارَة : " إنها أُخته " إلاّ على سبيل الاضطرار ، والخلاص مِن ظُلْم الظَّالِم .
قال عليه الصلاة والسلام : لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَام قَطُّ إِلاَّ ثَلاثَ كَذَبَات ؛ ثِنْتَيْنِ فِي ذَاتِ اللَّهِ قَوْلُهُ : (إِنِّي سَقِيمٌ ) ، وَقَوْلُهُ : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ) ، وَوَاحِدَةٌ فِي شَأْنِ سَارَةَ ، فَإِنَّهُ قَدِمَ أَرْضَ جَبَّار وَمَعَهُ سَارَةُ ، وَكَانَتْ أَحْسَنَ النَّاسِ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ إِنْ يَعْلَمْ أَنَّكِ امْرَأَتِي يَغْلِبْنِي عَلَيْكِ ، فَإِنْ سَأَلَكِ فَأَخْبِرِيهِ أَنَّكِ أُخْتِي ، فَإِنَّكِ أُخْتِي فِي الإِسْلامِ ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُ فِي الأَرْضِ مُسْلِمًا غَيْرِي وَغَيْرَكِ .. الحديث . رواه البخاري ومسلم .
وفي مواقف القيامة إذا أتى الناس إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام فإنه يقول : إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلاثَ كَذِبَات .. الحديث . رواه البخاري ومسلم .

قال النووي : نَبَّهَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْكَذَبَات لَيْسَتْ دَاخِلَة فِي مُطْلَق الْكَذِب الْمَذْمُوم . اهـ .

وقال ابن حجر : إنَّ إِبْرَاهِيم أَرَادَ دَفْع أَعْظَم الضَّرَرَيْنِ بِارْتِكَابِ أَخَفّهمَا ، وَذَلِكَ أَنَّ اِغْتِصَاب الْمَلِك إِيَّاهَا وَاقِع لا مَحَالَة ، لَكِنْ إِنْ عَلِمَ أَنَّ لَهَا زَوْجًا فِي الْحَيَاة حَمَلَتْهُ الْغَيْرَة عَلَى قَتْله وَإِعْدَامه أَوْ حَبْسه وَإِضْرَاره ، بِخِلافِ مَا إِذَا عَلِمَ أَنَّ لَهَا أَخًا فَإِنَّ الْغَيْرَة حِينَئِذ تَكُون مِنْ قِبَل الأَخ خَاصَّة لا مِنْ قِبَل الْمَلِك فَلا يُبَالِي بِهِ . اهـ .

فلا يصلح أن يقول الزوج لِزوجته : أنت أختي – وإن كانت أخته في الإسلام – لأن ما بينه وبينها مِن رابِطة أقوى مِن رابِطة الأخوّة وأقْرَب ، ولِمَا يَكون بين الزوج وزوجته مما لا يُمكن أن يكون بين الأخ وأخته .
ولا يصلح أن تقول الزوجة لِزوجها : أنت أخي ، ولا أنت أبي ..

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

رد مع اقتباس