|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
إني مسلمة
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
بتاريخ : 19-05-2015 الساعة : 03:11 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
أولا : هذا مِن الفخر المذموم ؛ لأنه لا فخر إلاّ بالإسلام ، ولا كَرَم مثل التقوى .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) .
قال عليه الصلاة والسلام : لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلاّ بالتقوى . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
ثانيا : المراد بأهل اليمن في حديث الحوض : هُم السابقون إلى الإسلام مِن الأنصار وغيرهم ممن دَفَعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ودافَعوا عنه .
قال القرطبي في " الْمُفْهِم " : وقوله : " أذُود الناس لأهل اليمن " ، يعني : السابقين مِن أهل اليمن الذين نَصره الله بهم في حياته ، وأظهر الدِّين بهم بعد وفاته ، وقد تقدَّم أن المدينة مِن اليمن ، وأنهم أحقّ بهذا الإكرام مِن غيرهم ، لِمَا ثَبَت لهم مِن سابق النُّصرة والأثرة ؛ ولذلك قال للأنصار : " اصبروا حتى تلقوني على الحوض " . اهـ .
وقال النووي : وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشُّرب منه مجازاة لهم بِحُسن صنيعهم وتقدّمهم في الإسلام ، والأنصار مِن اليمن ، فيدفع غيرهم حتى يشربوا ، كما دَفَعُوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات . اهـ .
ويُؤيِّد ذلك ويُقوّيه : أن أحد أركان الكعبة يُسمّى " الرُّكن اليماني " نسبة للجهة ؛ لأنه جهة اليمن ؛ فيُنسب إلى اليمن ما كان في جهتها ، وكذلك ما كان أصله مِن اليمن .
ولو كان المراد بأهل اليمن في هذا الحديث هُم أهل اليمن البلد المعروف ، لم يكن مَحَل تفاخر على الناس لأمور ثلاثة :
الأول : أن ذلك مَحْض فضل ومِنّة مِن الله تبارك وتعالى ، وليس بِكَدِّ أحد ولا بِجهده !
الثاني : أن ذلك لأهل التقوى منهم ، وللمستمسكين بالسُّنّة ، ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يذود عن حوضه مَن بدَّل وابتدع في دِين الله .
الثالث : أنه لو كان لأحدٍ أن يَفخر على أحدٍ ببلده ؛ لكان أهل مكة والمدينة أحقّ الناس بالفخر ، لِمَا لِمكة والمدينة مِن الفضائل التي ليست لِغيرها مِن البلدان .
أو لَكَان الفخر لأهل الأرض المباركة ، أرض فلسطين ، والتي جاء ذِكر بَرَكتها في القرآن في أول سورة الإسراء .
فلا فخر في حَسَب ، ولا رِفعة في نَسَب ، وإنما الرفعة في عَمَل الإنسان الصالح .
قال عليه الصلاة والسلام : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه . رواه مسلم .
فَعَمَلُ المسلم هو حسبُه ونسبُه وهو فخره وشرفُه في الدنيا والآخرة .
روى الإمام مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ : أَنْ هَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ : إِنَّ الأَرْضَ لا تُقَدِّسُ أَحَدًا ، وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الإِنْسَانَ عَمَلُهُ .
وها نحن نرى عيانا جماعة الحوثي ومَن معه وفسادهم في اليمن ، وهُم مِن أهل اليمن ، ومثلهم بشّار وجماعته ومَن معه ، وهو مِن أهل الشام ، وقد أهلك الحرث والنسل ، فهل نفعهم الانتساب إلى البِقاع والأرض ؟
فلا فخر إلاّ بالإسلام ، ولا كَرَم إلاّ بالتقوى ، والأرض لا تُقدِّس أحدا .
وسبق الجواب عن :
ما مدى صحة حديث : نفس الله يأتي من اليمن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4361
مَن هُـم أهل اليمن المقصود بهِم الفضْل في الحديث ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9613
هل قول (ارفع راسك أنت سعودي) فيها تفاخُر وتعصّب جاهلي واحتقار من شأن الآخرين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3560
ما حكم عبارة "مصر فوق الجميع" ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10935
هل ثبت في فضائل العرب شيء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7795
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|