ما حُكم مَن يترك شعره طويل ويربطه كالنساء ؟
 

ما حكم من يترك شعره طويل ويربطه كالنساء ! وإذا وجه إليه السؤال عن ذالك برر موقفه باقتدائه برسول صلى الله عليه وسلم؟
وأرجو ذكر أدلة من القرآن والسنة

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:
هذا تشبّه بالنساء ، أو بالكفار ، وليس اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن من يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يربطه مثل ربط النساء ، ومن كان مُقْتَدِيًا به عليه الصلاة والسلام فإنه يقتدي به في الواجبات قبل المستحبات ، فضلا عن الأشياء المعتادة .
فإن بعض الشباب يُطيل شعره ويحلق لحيته وربما كان مُقصِّرا في أمور كثيرة ، ثم يزعم أنه يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في إطالة شعره !
وهذا كاذب في دعواه ، إذ لو كان صادقا لأطاع النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) ، وهذه الآية قال فيها الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله ، فابتلاهم الله بهذه الآية . ذَكَره ابن كثير .

وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله :
لو كان حبك صادقا لأطَعْته *** إن الْمُحِبّ لمن يُحِبّ مُطيع

ثم إن إطالة الشعر من الأمور التي يَحكُمها العُرف ، مثلها مثل الصبغ .
ولكل زمان أعرافه ، بل لكل زمان ومكان أعرافه المتعارَف عليها .
ولذا قال الإمام الذهبي في ترجمة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بعد أن ذَكَرَ أنه كان يخضب بالصفرة . فقال الذهبي : كان ذلك لائقًا في ذلك الزمان ، واليوم لو فُعِل لاستُهجِن . اهـ .

وإذا كان الشعر في زماننا هذا شِعار الفُسّاق بالنسبة للرِّجال ، فلا يجوز التشبّه بالفُسّاق .

وهنا :
ما حُـكم لبس الأحمر ، وإطالة الشعر للرجال ، وزيارة المعالم التاريخية وديار المعذَّبِين ؟
al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5576

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض