![]() |
حاولت الإقلاع عن التدخين ولم أنجح . بماذا تنصحونني فضيلتكم ؟
حاولت الإقلاع عن التدخين ولم أنجح . بماذا تنصحونني فضيلتكم ؟
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب أولاً : أن تَعلم أن مسؤول عن صحّتك ، فهي نعمة من أكبر الـنِّـعم ، والصِّـحَّـة لا تُقدّر بِثمن . قال أبو الدرداء رضي الله عنه : الصحة غِنى الجسد . وعن يونس بن عبيد أن رجلا شكا إليه ضِيق حاله ، فقال له يونس : أيسرك أن لك ببصرك هذا الذي تُبْصِر به مائة ألف درهم ؟ قال الرجل : لا . قال : فَبِيَدِك مائة ألف درهم ؟ قال : لا . قال فَرِجْلِيَك ؟ قال : لا . قال : فَذَكَّره نِعَم الله عليه ، فقال يونس : أرى عندك مئين ألوفا وأنت تشكو الحاجة ! ثانياً : أن تتذكّر عند شراء الدخّان أنك موقوف بين يدي الله مسؤول عن مالك : من أين اكتسبته ؟ وفِيمَ أنفقته ؟ قال صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدم بن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فِيمَ أفناه ؟ وعن شبابه فِيمَ أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفِيمَ أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ؟ رواه الترمذي . ثالثاً : أن تعلم أن المال في الحقيقة هو مال الله ، استخلفَك فيه ، لينظر ماذا تعمل فيه ؟ قال تعالى : ( وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) ، وقال تعالى : ( وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ) . وقال صلى الله عليه وسلم : إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون . رواه مسلم . رابعاً : أن يكون تركك للتدخين لله ، فإن الله إذا عَلِم منك ذلك أعانَك على تركه . قال ابن القيم رحمه الله : فائدة جليلة : إنما يَجِد المشقة في ترك المألوفات والعوائد مَنْ تَرَكَها لغير الله ، فأما مَنْ تَرَكَها صادقاً مُخلِصا من قلبه لله فإنه لا يَجِد في تركها مشقة إلا في أوّل وَهْلَة لِيُمْتَحَن أصادق هو في تركها أم كاذب ؟ فإنْ صَبَرَ على تلك المشقة قليلا استحالت لذّة . قال ابن سيرين : سمعت شُريحاً يحلف بالله : ما تَرَكَ عبد لله شيئا فَوَجَدَ فَقْدَه . وقولهم : من ترك لله شيئا عوّضه الله خيراً منه ؛ حق . والعِوَض أنواع مختلفة ، وأجلّ ما يُعوّض به الأُنْسُ بالله ومحبته وطمأنينة القلب به ، وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى . اهـ . خامساً : أقنِع نفسك بحقيقة لا تجهلها ، وهي أن الدخان ليس فيه منفعة واحدة ، وأضراره أكثر من أن تُحصى . وقد ذَكَر بعض العلماء أن الحمار لا يُمكن أن يأكل أوراق شجر التبغ ! الذي يُصنَع منه الدخان أو يَدخل في صناعتها ليشربه بعض بني آدم ! وأثبت لنفسك أنك رجل ! فالرجل من يَغْلِب شهوته لا من تَغْلِبه شهوته . وأنك تستطيع الصبر عنه .. ولكن الشيطان يُسوّل للمدخِّن أنه لا يستطيع أن يَصبر عن التدخين ساعة ! قبل عدة أسابيع قابلت رجلا مُسِنّـاً في أحد المستشفيات ، وقد خَرَج من المستشفى لِـيُدخِّن ثم يَرجع إلى سريره ! فلما رأيته سألته : هل يُسمن هذا ويُغني من جوع ؟ قال : لا قلت : فهل ينفعك : قال : لا .. بل يضرّ ، ولكني ابتُلِيت ! قلت : هل تصبر عنه ؟ قال : لا قلت له : وفي رمضان كم تصبر عنه ؟! قال : حوالي خمس عشر ساعة قلت : فكيف صبرت عنه في رمضان ؟ قال : لأني صائم ! قلت : فأقنِع نفسك بأنك في رمضان ، وأن رمضان طيلة العام ! قال : لكن .. ما يأتي المغرب إلا وعيني على علبة الدخّان ! قلت له : وفي الظهر عينك على علبة الدخّان ؟ قال : لا . قلت : اجعل نهارك كله ظهر رمضان ! فالمسالة تحتاج قناعة شخصية ، وإرادة قوية . وقبل ذلك تحتاج إلى استعانة بالله ، وأن يكون ترك التدخين لله لا لغيره . سادساً : الابتعاد عن المواطن والجلسات والأماكن التي تُعينك على المعصية ، وتُذكّرك بالتدخين . واسأل الله أن يُجنّبك هذا الضار الْمُضرّ . وهذا الخبيث الْمُنْتِن . الذي لو لم يكن فيه نفع لكان خبيثا لِخُبْث رائحته . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 12:11 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى