![]() |
دخول البيوت التي فيها التماثيل
شيخنا الفاضل :
إذا كنت تعلم أن فلانا - يضع صورة أو تمثال في بيته فهل تأثم إذا دخلت بيته ؟ مع العلم أنه تم تحذيره وبيان حرمة فعلته . الجواب : يُنظر في ذلك - رعاكِ الله - مسألة المصالح والمفاسد فالقاعدة الشرعية لدينا أن درء المفاسد مقدّمٌ على جلب المصالح فإذا كان هناك مصلحة في زيارته ودخول بيته وأن هذا قد يُغيّر ما هو عليه . فالأولى زيارته ومُناصحته في نفس الوقت . وإن كان ذلك لا يُغيّر شيئاً أو أن هجره سوف يردعه ويتخلّى عن تلك الأشياء فالأولى هجره ، وإعلامه أن سبب ذلك هو وجود التماثيل . والنبي صلى الله عليه وسلم امْتَنَع عن دخول بيت فيه تصاوير . قالت عائشة رضي الله عنها : اشتريت نُمْرقة فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله ، فعرفت في وجهه الكراهية ، فقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بَالُ هذه النمرقة ؟ قلت : اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسّدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يُعذّبون ، فيّقال لهم : أحيوا ما خَلقتم ، وقال : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة . رواه البخاري ومسلم . وكَرِه السلف دخول الكنائس التي فيها تماثيل . قال الإمام البخاري : باب الصلاة في البيعة . وقال عمر رضي الله عنه : إنا لا ندخل كَنائسكم مِن أجْل التَّمَاثِيل التي فيها الصُّوَر . وكان ابن عباس يُصَلِّي في البَيْعَة إلاَّ بَيْعَة فيها تَمَاثِيل . وقال ابن عبد البر : ذَكَر عبد الرزاق عن الثوري عن خُصيف عن مِقْسم عن ابن عباس أنه كان يَكره أن يُصلِّي في الكنيسة إذا كان فيها تماثيل . وروى أيوب وعبيد الله بن عمر وغيرهما عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر لمّا قَدِم الشام صنع له رجل من عظماء النصارى طعاما ودعاه ، فقال عمر : إنا لا ندخل كنائسكم ولا نُصلِّي فيها مِن أجل ما فيها من الصور والتماثيل . فلم يَكره عُمر ولا ابن عباس ذلك إلاّ مِن أجل ما فيها من التماثيل . والله تعالى أعلى وأعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 11:55 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى