![]() |
ما هي دوافع العشق ؟
السؤال السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: تحية طيبة و بعد أريد أن أسأل عن ما أسمعه في المحاضرات الصوتية على الشبكة لبعض المشايخ و كلامهم عن العشق بين الرجال و أنه يصل إلى حد الشرك! فما طبيعة هذا الشيء و ما هي دوافعه و أسبابه أفدنا رحمك الله http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ورَحِمك الله . سُئل ابن القيم رحمه الله سؤالا : مَا تَقُولُ السَّادَةُ الْعُلَمَاءُ ، أَئِمَّةُ الدِّينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ - فِي رَجُلٍ ابْتُلِيَ بِبَلِيَّةٍ وَعَلِمَ أَنَّهَا إِنِ اسْتَمَرَّتْ بِهِ أَفْسَدَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ ، وَقَدِ اجْتَهَدَ فِي دَفْعِهَا عَنْ نَفْسِهِ بِكُلِّ طَرِيقٍ ، فَمَا يَزْدَادُ إِلَّا تَوَقُّدًا وَشِدَّةً ، فَمَا الْحِيلَةُ فِي دَفْعِهَا ؟ وَمَا الطَّرِيقُ إِلَى كَشْفِهَا ؟ فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَعَانَ مُبْتَلًى ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ، أَفْتُونَا مَأْجُورِينَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى . فأجاب ابن القيم رحمه الله بِكتاب كامل ! وهو كتاب " الجواب الكافي لِمن سأل عن الدواء الشافي " ، وطُبِع بعنوان " الداء والدواء " . ويُوجَد مِمّن انتكست فِطرهم مَن يتعلّق بالْمُرْدان ، ويرغب فيهم رغبة قوم لوط في الذكور دون الإناث – نسأل الله السلامة والعافية – . وأعظم أسبابه : قسوة القلب وضَعْف الإيمان ، وانتكاس الفِطَر ، ومُصاحبة المردان ، والنظر إليهم بِشهوة . وكان السلف يُحذِرون ويَنهَون عن النظر إلى الشاب الأمرد ، بل وعن الْمَبِيت معه ! قال سعيد بن المسيب: إذا رأيتم الرجل يُلحّ بالنظر إلى الغلام الأمْرد فاتَّهِمُوه . وجَاءَ رَجُلٌ إلَى أَحْمَد بن حَنْبَلٍ مَعَهُ غُلامٌ أَمْرَدُ حَسَنُ الْوَجْهِ ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ هَذَا الْفَتَى ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: ابْنِي ، فَقَالَ : لا تَجِئْ بِهِ مَعَك مَرَّةً أُخْرَى ، فَلامَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ أَحْمَد: عَلَى هَذَا رَأَيْنَا أَشْيَاخَنَا ، وَبِهِ أَخْبَرُونَا عَنْ أَسْلافِهِمْ . وَجَاءَ حَسَنُ بْنُ الرَّازِي إلَى أَحْمَد وَمَعَهُ غُلامٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُ سَاعَةً ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ قَالَ لَهُ أَحْمَد : يَا أَبَا عَلِيٍّ لا تَمْشِ مَعَ هَذَا الْغُلامِ فِي طَرِيقٍ ! فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إنَّهُ ابْنُ أُخْتِي قَالَ: وَإِنْ كَانَ ، لا يَأْثَمُ النَّاسُ فِيك . ذَكَره شيخ الإسلام ابن تيمية . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : كان يقال: لا يَبيت الرَّجُل في بيت مع الغلام الأمرد ! وقال : النَّظَرُ إلَى وَجْهِ الأَمْرَدِ بِشَهْوَةِ كَالنَّظَرِ إلَى وَجْهِ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ وَالْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ بِالشَّهْوَةِ ، سَوَاءٌ كَانَتْ الشَّهْوَةُ شَهْوَةَ الْوَطْءِ ، أَوْ كَانَتْ شَهْوَةَ التَّلَذُّذِ بِالنَّظَرِ ، كَمَا يَتَلَذَّذُ بِالنَّظَرِ إلَى وَجْهِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ ؛ كَانَ مَعْلُومًا لِكُلِّ أَحَدٍ أَنَّ هَذَا حَـرَامٌ ، فَكَذَلِكَ النَّظَرُ إلَى وَجْهِ الأَمْرَدِ بِاتِّفَاقِ الأَئِمَّةِ . وقال : التَّلَذُّذُ بِمَسِّ الْأَمْرَدِ كَمُصَافَحَتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ : حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، كَمَا يَحْرُمُ التَّلَذُّذُ بِمَسِّ ذَوَاتِ مَحَارِمِهِ وَالْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ ، بَلْ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ : أَنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ إثْمًا مِنْ التَّلَذُّذِ بِالْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ . وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة مع المرأة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ مَعَ الْمَرْأَةِ ، وَكَذَلِكَ مَحَارِمُ الْمَرْأَةِ ، مِثْلُ : ابْنِ زَوْجِهَا وَابْنِهِ ، وَابْنِ أَخِيهَا وَابْنِ أُخْتِهَا ، وَمَمْلُوكِهَا عِنْدَ مَنْ يَجْعَلُهُ مَحْرَمًا ؛ مَتَى كَانَ يَخَافُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةَ أَوْ عَلَيْهَا تَوَجَّهَ الاحْتِجَابُ بَلْ وَجَبَ . وَهَذِهِ الْمَوَاضِعُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالاحْتِجَابِ فِيهَا مَظِنَّةُ الْفِتْنَةِ . اهـ . قال ابن كثير : قال كثير مِن السَّلف : إنهم كانوا ينهَون أن يُحِدَّ الرجل بَصَره إلى الأمْرَد . وقد شَدَّد كثير من أئمة الصوفية في ذلك ، وحَرَّمه طائفة من أهل العِلْم ، لِمَا فيه من الافتتان ، وشَدّد آخرون في ذلك كثيرًا جدًا . اهـ . وقال ابن القيم في " إغاثة اللهفان " عن الغناء : وأما سَمَاعه مِن المرأة الأجنبية أو الأمْرَد فَمِن أعظم الْمُحَرَّمَات وأشدّها فَسَادًا للدِّين . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 11:45 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى