![]() |
هل يجوز استخدام مصطلح المرقد والمشهد ، تعبيرا عن القبر ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أريد أن أسأل عن عبارتين صارت تطلق عند أهل السنة المرقد والمشهد هل يجوز استخدامهما أو هذا من مصطلحات الرافضة ؟؟ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا لم أر عبارتي (المرقد والمشهد) عند أهل السنة ، وليست من المصطلحات الشرعية ، وإنما تشتهر عند الرافضة . وإطلاق كلا العبارَتين على القبر خطأ . فأما " الْمَشْهَد " ؛ فلأن الرافضة يَغلُون في الموتى ، ويتّخذون القبور مشاهِد ومَزارات ، وسُمّي كذلك لأن الْمُشْرِكين ضعفاء العقول يَشهدون القبر للدعاء والتبرّك وغير ذلك ، وهذا شِرْك بالله ، حذّر منه بعض عقلاؤهم ! قال في " القاموس " : والمَشْهَدُ والمَشْهَدَةُ والمَشْهُدَةُ : مَحْضَرُ الناسِ . اهـ . وأما الْمَرْقَد ؛ فهو المكان الذي يرقُد فيه الإنسان ، أي : ينام فيه ، وإطلاقه على القبر يُمكن أن يُحمَل على طول المكث فيه ، وعلى المضجِع . وفي " الصِّحَاح " : الرُقادُ: النَوْمُ . وقد رَقَدَ يَرْقُدُ رَقْدا ورُقودا ورُقادا . وقوم رُقودٌ : أي رُقَّدٌ . والرَقْدَةُ : النَوْمَةُ . والمَرْقَدُ ، بالفتح : المَضْجَعُ . وأَرْقَدَهُ : أنامه . وأَرْقَدَ بالمكان: أقام به . اهـ . ويبقى استعمال المصطلح الشرعي هو المتعيَّن ، خاصة إذا فَشَا استعمال اللفظ الآخر عند أهل البدع . ومن هذا الباب : نَهْي الله عزَّ وجَلّ عن مشابهة اليهود في اللفظ ، كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا) . وكان السلف يَنهون عن التشبّه بأهل البِدَع ، لأن المشابَهة في الظاهر – ولو في الألفاظ – تُورِث المشابَهة في الباطن . قال ابن عبد البر : وفي حديث أبي شهاب الحناط عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عمر بن الخطاب كشف عن رأسه فإذا له شعر ، فقال : لو وَجَدته مَحلوقا لعاقبتك أشدّ العقوبة ! قال أبو عمر ابن عبد البر : إنما قال ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج : "سِيمَاهم التحليق" . وقد عَرَض للأحنف بن قيس مثل ذلك في كشف رأسه مع عمر بن الخطاب ، لأنه أعجبه ما سمعه منه من البلاغة والحكمة ، فخشي أن يكون من الذين قال فيهم النبي عليه الصلاة والسلام : " أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان " ، فَكَشَف عن رأس الأحنف فوجده ذا شعر ، وأثنى عليه قومه ، فَسُرّ بذلك عمر رضي الله عنه . قال أبو عمر ابن عبد البر : وكان الأحنف صاحب سنة وعقل ورأي ودهاء . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما الألفاظ التي ليست في الكتاب والسنة ولا اتّفق السلف على نَفيها أو إثباتها ؛ فهذه ليس على أحدٍ أن يُوافق مَن نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مُراده ، فإن أراد بها معنى يُوافق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم أقرّ به ، وإن أراد بها معنى يُخالِف خبر الرسول أنكره . ثم التعبير عن تلك المعاني إن كان في ألفاظه اشتباه أو إجمال عَبَّر بِغيرها أوْ بَيَّن مُراده بها ، بحيث يحصل تعريف الحق بالوجه الشرعي ؛ فإن كثيرا مِن نزاع الناس سببه ألفاظ مُجملة مبتدعة ومَعان مُشْتَبِهة . وقال رحمه الله : طريقة السلف والأئمة أنهم يُراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل ، ويُراعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيُعبِّرون بها ما وَجدوا إلى ذلك سبيلاً ، ومَن تكلَّم بما فيه معنى باطل يُخالف الكتاب والسنة ردّوا عليه ، ومَن تكلم بلفظ مُبْتَدَع يَحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالوا : إنما قابل بدعة ببدعة ، وردّ باطلاً بباطل . والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 01:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى