![]() |
يقول كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟
السؤال السلام عليكم مع حادثة قتل معتمرة في مكة و حالات السرقة الكثيرة التي تحدث دائما لزوار بيت الله و أيضا قصص اختطاف أطفال و نساء .. منهم مرأة اختطفت من سنوات نعرفها .. المهم .. يسأل زوجي كيف يحدث كل هذا في " البلد الأمين" أليس البلد آمنا على من يدخله ؟ و علق زوجي تعليقا آخر لا أريد وضعه لما فيه من سوء ظن ..... أعاذنا الله من وسوسة الشياطين جزاكم الله خيرا http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . مكة – شرّفها الله – هي البلد الأمين ، الذي أقسَم الله به . وقد عظَّم الله أمرها ، وحرّم الله صيدها أن يُصاد ، وشَجَرها أن يُقطَع ، ولكن مِن الناس لم يَلتزم بذلك . وهذا التحريم أمْر شرعي ، وليس مِن شَرْط الأمر الشرعي أن لا يقع أحد في مخالفته ، بِخلاف الأمر الكوني القَدَريّ ، فإنه لا يقع أحد بِخلافه . روى البخاري ومسلم من حديث أَبِي شُرَيْحٍ - خُوَيْلِدِ بْنِ عَمْرٍو - الْخُزَاعِيِّ الْعَدَوِيِّ رضي الله عنه : أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ - وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إلَى مَكَّةَ - ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الأَمِيرُ أَنْ أُحَدِّثَكَ قَوْلاً قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ ، فَسَمِعَتْهُ أُذُنَايَ ، وَوَعَاهُ قَلْبِي ، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ , حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ : أَنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ تَعَالَى , وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ ، فَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَما , وَلا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً ، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُولُوا : إنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ , وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ ، وَإِنَّمَا أُذِنَ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ ، فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ . وسبق شرحه هنا : http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/217.htm ومِن هنا جاء التشديد على مُجرّد إرادة الذنب والْهَمّ به في الْحَرَم ، كما في قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) قال القرطبي في التفسير : والإلحاد في اللغة الْمَيل ، إلاَّ أن الله تعالى بَيَّن أن الْمَيل بِالظُّلْم هو المراد . واخْتُلِف في الظُّلْم ؛ فَرَوى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) قال : الشرك . وقال عطاء : الشرك والقَتْل . وقيل : معناه صيد حَمَامه ، وقطع شَجَرِه ، ودخول غير مُحْرِم . وقال ابن عمر : كُنا نَتَحَدَّث أن الإلحاد فيه أن يقول الإنسان : لا والله ، وبلى والله ، وكَلاّ والله . ولذلك كان له فُسطاطان أحدهما في الْحِلّ والآخَر في الْحَرَم ، فكان إذا أراد الصلاة دخل فسطاط الْحَرَم ، وإذا أراد بعض شأنه دخل فسطاط الْحِلّ ، صيانة للحَرَم عن قولهم : كَلاّ والله ، وبلى والله ، حين عَظَّم الله الذَّنْب فيه . وكذلك كان لِعبد الله بن عمرو بن العاص فسطاطان أحدهما في الْحِلّ والآخَر في الْحَرَم ، فإذا أراد أن يُعَاتِبَ أهله عاتبهم في الْحِلّ ، وإذا أراد أن يُصلي صَلّى في الْحَرَم . فقيل له في ذلك ، فقال : إنْ كُنا لنتحدث إن من الإلحاد في الْحَرَم أن نقول : كلاّ والله ، وبلى والله . والمعاصي تُضَاعَف بمكة كما تضاعف الحسنات ، فتكون المعصية معصيتين : إحداهما : بِنَفْس المخالفة . والثانية : بإسقاط حُرمة البلد الحرام . وهكذا الأشهر الحرم سواء .. وقال : ذَهَبَ قوم من أهل التأويل منهم الضحاك وابن زيد إلى أن هذه الآية تدل على أن الإنسان يُعَاقَب على ما يَنويه من المعاصي بمكة ، وإن لم يَعمله ، وقد ُروي نحو ذلك عن ابن مسعود وابن عمر قالوا : لو هَمَّ رجل بِقَتْلِ رجل بهذا البيت وهو بِعَدَنِ أبْيَن لَعَذَّبَه الله . قلت : هذا صحيح . اهـ . وقال القرطبي في قوله تعالى : (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ) قال أيضا : في هذه الآية دليل على أن العَزْم مما يُؤاخَذ به الإنسان ، لأنهم عَزَمُوا على أن يَفْعَلُوا فَعُوقِبوا قبل فِعلهم ، ونظير هذه الآية قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) . اهـ . وتَسَاهُل كثير مِن الناس في تعظيم الحرم واضِح ، وكونهم لا يُعظِّمونه هو مثل عدم تعظيم حدود الله . فَكَم مِن الناس يقع في الزنا ؟ وكَم مِن الناس يتعامَل بالربا ؟ وكَم مِن الناس يتعاطَى الخمر والمخدِّرات ؟ ومثله التهاون في شأن شعائر الله . قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ) قال القاسمي في تفسيره : أي : مَعَالِم دِينه . وهي المَنَاسِك . وإحلالها أن يَتَهَاون بِحُرْمَتِها . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 05:38 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى