رجُل يمتلك مالاً للحج فهل يجوز أن يتصدّق به ويترك الحج ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيراً ووفقكم شيخنا الفاضل يقول السائل : رجل ظروفه المادية صعبة جمع مبلغاً من المال ليكفيه رحلته للحج والمبلغ جمعه على مدى عشر سنوات تقريباً نظراً لارتفاع تكاليف الحج ، وفي نفس الوقت يتألم لما يحصل للمسلمين في سوريا ، فأراد دفع المبلغ الذي جمعه للحج لعائلة سورية إنقاذاً لها من الموت بسبب الجوع واستغفر الله لعدم ذهابه للحج . فهل هو آثم ؟ شيخنا الفاضل هذا السؤال لابن أختي الذي يقيم في دولة أوربية أردت توضيح نقطة هو يفكر بها وهي : برأيه لو كل من أراد الحج دفع المبلغ للمسلمين الذين يموتون جوعاً لكان أولى من الحج إنقاذاً لهم . فما رأيكم ؟ وجزاكم الله خيراً وحفظكم http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . مَن وَجَد ما يحجّ به ؛ فيجب عليه أن يحجّ ، ويُقدِّم الحج لأنه مأمور به ابتداء ، ولأن الحج رُكن من أركان الإسلام ، بينما لا يجب عليه ابتداء إطعام الجياع ؛ فيُقدِّم الرُّكن على ما هو دونه في الرُّتبة ، بالإضافة إلى وُجود مَن يتكفّل بِرعاية إخواننا اللاجئين ، مع وُجود تقصير مِن المسلمين . ويبدأ الإنسان بنفسه فيُخلّصها مما لَزِمه وثَبَت في ذِمّته ، ولذا لا يُجيز العلماء الصدقة ممن عليه دَين ، ودَين الله أحقّ بالوفاء . وقد جاءت امرأة من جهينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحجّ ، فلم تحجّ حتى ماتت ، أفأحجّ عنها ؟ قال : نعم ، حجّي عنها . أرأيت لو كان على أمك دَين ، أكنت قاضيته ؟ اقضوا الله ، فالله أحق بالوفاء . رواه البخاري . وَلَمّا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَصَدَّقُوا . قَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي دِينَارٌ . قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ . قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ . قَالَ : تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجِكَ . قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ . قَالَ : تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ . قَالَ : عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ . قَالَ : تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ . قَالَ : عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ . قَالَ: أَنْتَ أَبْصَرُ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي . وقال الألباني : حسن . وسبق الجواب عن : هل الصَّدَقة على إخواننا السوريين أعظم أجرا ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13153 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 12:16 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى