جامَع زوجته أثناء الحج في المبيت في منى ، فما الْحُكم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ عبدالرحمن : جامعت زوجتي أثناء الحج في المبيت في منى الله يلعن الشيطان جزاكم الله خيراً .. فمالحكم _____________________________________ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا إذا كان هذا بعد التحلل الأكبر ، فلا شيء فيه . والتحلل الأكبر بِفعل ثلاثة أشياء : رمي جمرة العقبة يوم العيد . الْحَلْق أو التقصير . طواف الإفاضة ( وهو طواف الحجّ ) . فمن أتى بهذه الثلاثة فقد حلّ من إحرامه ، وحَلّ له كل شيء اجتنبه بسبب إحرامه . وأمّا إذا كان الْجَماع في منى بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد والْحَلْق أو التقصير ؛ فعليه فِديَة ، وهي شاة تُذبح وتوزّع على الفقراء ، ولا يأكل منها . وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : لا يجوز لمسلم أحرم لِحجّ أو عمرة أو بهما أن يتعرض لِمَا يُفسد إحرامه ، أو ينتقص عمله ، والقُبلة حَرام على مَن أحْرم بالحج حتى يتحلل التحلل الكامل ، وذلك بِرمي جمرة العقبة ، والحلق أو التقصير ، وطواف الإفاضة والسعي إن كان عليه سعي ؛ لأنه لا يزال في حكم الإحرام الذي يُحَرّم عليه النساء ، ولا يَفسد حج من قَـبّل امرأته وأنزل بعد التحلل الأول ، وعليه أن يستغفر الله ، ولا يعود لمثل هذا العمل ، ويَجْبُر ذلك بذبح رأس من الغنم - يجزئ في الأضحية - يوزعه على فقراء الحرم المكي، والواجب المبادرة إلى ذلك حسب الإمكان . اهـ . وإذا كان الجماع وقع في المبيت بِمنى قبل الوقوف بعرفة ، فهذا مُفسد للحج بالإجماع ، ويجب عليه : الْمُضيّ في حجّه الفاسد والقضاء من العام القادم ، ويُفرّق بينه وبين زوجته ويلزمه ذبح بدنة ( واحدة من الإبل ) تُذبح وتوزّع على الفقراء . ويلزم زوجته مثل ذلك إذا كانت قد طاوعته . قال الخرقيّ : فَإِنْ وَطِئَ الْمُحْرِمُ فِي الْفَرْجِ فَأَنْزَلَ ، أَوْ لَمْ يُنْزِلْ ، فَقَدْ فَسَدَ حَجُّهُمَا ، وَعَلَيْهِ بَدَنَةٌ إنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا ، وَإِنْ كَانَتْ طَاوَعَتْهُ ، فَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَدَنَةٌ . قال ابن قدامة : أَمَّا فَسَادُ الْحَجِّ بِالْجِمَاعِ فِي الْفَرْجِ ، فَلَيْسَ فِيهِ اخْتِلاف . قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْحَجَّ لا يَفْسُدُ بِإِتْيَانِ شَيْءٍ فِي حَالِ الإِحْرَامِ إلاّ الْجِمَاعَ . ثم قال ابن قدامة : وَالأَصْلُ فِي ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ ، فَقَالَ : إنِّي وَقَعْت بِامْرَأَتِي ، وَنَحْنُ مُحْرِمَانِ . فَقَالَ : أَفْسَدْت حَجَّك ، انْطَلِقْ أَنْتَ وَأَهْلُك مَعَ النَّاسِ ، فَاقْضُوا مَا يَقْضُونَ ، وَحِلَّ إذَا حَلُّوا ، فَإِذَا كَانَ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَاحْجُجْ أَنْتَ وَامْرَأَتُك ، وَاهْدِيَا هَدْيًا ، فَإِنْ لَمْ تَجِدَا ، فَصُومَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ، وَسَبْعَةً إذَا رَجَعْتُمْ . وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو . لَمْ نَعْلَمْ لَهُمْ فِي عَصْرِهِمْ مُخَالِفًا . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 08:45 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى