منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشــاد الـصــلاة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=9)
-   -   ما معنى الساعة فى "....ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة...."؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3563)

ناصرة السنة 21-02-2010 01:27 PM

ما معنى الساعة فى "....ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة...."؟
 
ورد في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن. ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة. ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة".
س: فما المقصود بالساعة هنا ؟ هل المقصود الحث على الذهاب مبكرا ؟ أم المقصود تحديد ساعة معينة؟ وإن كانت ساعة معينة فهل تحسب بالساعة الآلة المعروفة لدينا .
وهل تبدأ أول ساعة قبل صعود الإمام على المنبر بأربع ساعات؟
أفتونا مأجورين


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :


اخْتُلِف في تحديد حقيقة الساعة ، هل هي على ظاهرها ، أو هي جزء من الوقت ، أو هي في أوّل الذهاب إلى الجمعة والمسارعة إليها ؟
فقد رأى بعض العلماء أنها بعد الزوال ، وأنها لحظات يسيرة !
واستدلّ أصحاب هذا القول بقوله صلى الله عليه وسلم : " : مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ... " قالوا : والرواح بعد الزوال !
وهذا مُتعقّب بأن الرواح أعمّ من أن يكون بعد الزوال .
ذَكَر الخطابي في معنى الرواح قَولين :
الأول : لا يكون الرواح إلا بعد الزوال .
والثاني : بِمعنى ذهب وقَصَد .
ثم قال : والأمر في هذا واضح غير مشكل ، والفْرَق بَيْن الأمْرَين مَوجود في مستفيض كلام الناس ؛ ألاَ تراهم يقولون : غَدونا ورُحنا إلى باب فلان ، وغَدَوت إلى السوق ورُحْت إلى أهلي . اهـ .
وقال النووي : الْمُرَاد بِالرَّوَاحِ الذَّهَاب أَوَّل النَّهَار . ونَقَل عن الأَزْهَرِيّ قَوله : لُغَة الْعَرَب : الرَّوَاح الذَّهَاب سَوَاء كَانَ أَوَّل النَّهَار أَوْ آخِره أَوْ فِي اللَّيْل . ثم قال : وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب الَّذِي يَقْتَضِيه الْحَدِيث . اهـ .
وقال ابن رجب : أُرِيد به القصد والذهاب . ونَقَل قول الأزهري وغيره : الرواح والغدو عند العرب يُستعملان في السير ، أي وقت كان من ليل أو نهار ، يُقال : راح في أول النهار وآخره ، وغدا بمعناه . اهـ .

والقول الراجح : أن الساعات تبدأ من أوّل النهار ، وهي خمس ساعات قبل دخول الإمام
قال النووي : وَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَجَمَاهِير أَصْحَابه وَابْن حَبِيب الْمَالِكِيّ وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء اِسْتِحْبَاب التَّبْكِير إِلَيْهَا أَوَّل النَّهَار ، وَالسَّاعَات عِنْدهمْ مِنْ أَوَّل النَّهَار ، وَالرَّوَاح يَكُون أَوَّل النَّهَار وَآخِره . اهـ .
وقال ابن رجب : وقد اخْتَلف العلماء في المراد بهذه الساعات : هل هي من أول النهار ، أو بعد زوال الشمس ؟
على قولين :
أحدهما : أن المراد بها أخر الساعة التي بعد زوال الشمس ؛ لأن حقيقة الرواح إنما تكون بعد الزوال ، والغدو يكون قبله ، كما قال تعالى : (غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ) ...
والقول الثاني : أن المراد بالساعات من أول النهار ، وهو قول الأكثرين .
ثم اختلفوا : هل أولها من طلوع الفجر ، أو من طلوع الشمس ؟ . اهـ .

وإذا قيل من أوّل النهار ، فعلى هذا الساعة حقيقة ، وليست جُزءا يسيرا ، كما ذهب إليه بعض العلماء ، وهذا القول الأخير قد ردّه ابن عبد البر في " الاستذكار " .
والمقصود بالساعة جزء من اثني عشر جزءا من اليوم .
ويدُلّ عليه قوله عليه الصلاة والسلام : " يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة ، لا يُوجَد فيها عَبْدٌ مُسلم يَسأل الله شيئا إلا آتاه إياه ؛ فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر" . رواه النسائي ، وصححه الألباني .

ويُمكن حَمْله على فضل التبكير عموما ، أي : أن السابق إلى الجمعة أفضل .
ودليل ذلك رواية في الصحيحين لحديث الباب : إذا كان يوم الجمعة وَقَفَت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول ، ومثل الْمُهَجِّر كمثل الذي يُهدي بدنة ، ثم كالذي يهدي بَقرة ، ثم كبشا ، ثم دجاجة ، ثم بيضة ، فإذا خرج الإمام طَووا صحفهم ويستمعون الذِّكْر .
قال علقمة : خَرَجْتُ مع عبد الله [ يعني ابن مسعود رضي الله عنه ] إلى الجمعة فوجد ثلاثة وقد سبقوه ، فقال : رابع أربعة ، وما رابع أربعة بِبَعِيد . رواه ابن ماجه والطبراني في الكبير والبيهقي في شُعب الإيمان .

فائدة :
قال النووي في " المجموع " :
من جاء في أول ساعة من هذه الساعة ومن جاء في آخرها مُشترِكان في تحصيل أصل البدنة أو البقرة أو غيرهما ، ولكن بدنة الأول أكمل مِن بدنة من جاء في آخر الساعة ، وبدنة المتوسط متوسطة ، وهذا كما أن صلاة الجماعة تَزيد على صلاة المنفرد بِسبع وعشرين درجة ، ومعلوم أن الجماعة تُطلق علي اثنين وعلى ألوف فمن صَلّى في جماعة هم عشرة آلاف له سبع وعشرون درجة ، ومن صلى مع اثنين له سبعة وعشرون درجة ، لكن درجات الأول أكمل ، وأشباه هذا كثيرة ، وهذا هو الراجح المختار . اهـ .


وهنا :
كيف تقاس الساعة في الحديث النبوي ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=374

من أي وقت نبدأ نحسب التوقيت لكسب الأجر يوم الجمعة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=2628

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 09:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى