منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم السنـة النبويـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=24)
-   -   حديث : " النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء"هل يتعارض مع حديث : إن الله اصطفى قريشا ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13434)

عبد الرحمن السحيم 14-07-2015 11:52 PM

حديث : " النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء"هل يتعارض مع حديث : إن الله اصطفى قريشا ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانت بخير فضيلة الشيخ
قرأت حديثا استغربته في البداية وهو حديث (أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء.....) وظللت ابحث في الشبكة عن صحته املا ان يكون ضعيفا فوجدته صحيحا .
فهل هذا يتعارض مع حديث (ان الله اصطفى قريشا....) ؟؟
وهل هذه العادات السيئة كانت في كل العرب ام لا ؟؟
وجزاك الله كل الخير وبارك فيك .


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

لا يتعارض وجود تلك الأنواع من النكاح مع حديث : " إن الله اصطفى قريشا .. " .

أولا : الحديث المشار إليه ، هو حديث عائشة رضي الله عنها : أنَّ النِّكَاحَ فِي الجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ :
فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ اليَوْمَ : يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ أَوِ ابْنَتَهُ، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا .
وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا : أَرْسِلِي إِلَى فُلاَنٍ فَاسْتَبْضِعِي مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلاَ يَمَسُّهَا أَبَدًا ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ، فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِذَا أَحَبَّ ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الوَلَدِ ، فَكَانَ هَذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الاسْتِبْضَاعِ .
وَنِكَاحٌ آخَرُ : يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ مَا دُونَ العَشَرَةِ ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ ، كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا، فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ، وَمَرَّ عَلَيْهَا لَيَالٍ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا، أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ، حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا، تَقُولُ لَهُمْ : قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَقَدْ وَلَدْتُ، فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلاَنُ، تُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِاسْمِهِ فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ بِهِ الرَّجُلُ .
وَنِكَاحُ الرَّابِعِ : يَجْتَمِعُ النَّاسُ الكَثِيرُ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ ، لاَ تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا ، وَهُنَّ البَغَايَا ، كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَمًا، فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ، فَإِذَا حَمَلَتْ إِحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا، وَدَعَوْا لَهُمُ القَافَةَ، ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ، فَالْتَاطَ بِهِ، وَدُعِيَ ابْنَهُ، لاَ يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ . فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالحَقِّ، هَدَمَ نِكَاحَ الجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ إِلاَّ نِكَاحَ النَّاسِ اليَوْمَ . رواه البخاري .

وهذا يَدلّ على أن النوع المعروف عند الناس مِن الخطبة والصَّدَاق والتزويج ، كان معروفا عند أهل الجاهلية ، وهو النوع الأول الذي ذَكَرَته عائشة رضي الله عنها .

ثانيا : حَفِظ اللهُ رَسُولَه صلى الله عليه وسلم مِن أنواع نِكَاح الجاهلية الأخرى ، فلم يَكن إلاّ مِن زواج صحيح .
فأبوه معروف وأُمُّه مُعروفة أيضا .
وفي حديث عليّ رضيَ اللّهُ عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خَرَجْتُ مِن نكاح ولم أخرج مِن سِفاح مِن لَدُن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي . قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي صحّح له الحاكم في المستدرك ، وقد تُكُلّم فيه ، وبقية رجاله ثقات .
وقال الألباني : وهذا رواه ابن عدي عن علي بن أبي طالب ، وسَنَد الْمُرْسَل جيد . اهـ .
وأطال الألباني في تخريجه في " إرواء الغليل " .

قال ابن كثير : قَالَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلنَّجَاشِيِّ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ لِرَسُولِ كِسْرَى : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ فِينَا رَسُولا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِفَتَهُ، وَمُدْخَلَهُ وَمُخْرَجَهُ، وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيينة عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلَهُ تَعَالَى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) قَالَ : لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ مِنْ وِلادَةِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفاح".
وَقَدْ وُصِلَ هَذَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، كَمَا قَالَ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرامهُرْمُزي فِي كِتَابِهِ "الْفَاصِلِ بَيْنَ الرَّاوِي وَالْوَاعِي" : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ يُوسُفُ بْنُ هَارُونَ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : أَشْهَدُ عَلَى أَبِي لَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي لَمْ يَمَسَّنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ" . اهـ .

ثالثا : لو كان في نسبِه صلى الله عليه وسلم أدْنَى شُبْهَة - وحاشاه مِن ذلك - ؛ لكان في ذلك مُستمسك ومُتعلَّق للمشركين ليُعيِّروه به ، وَهُم الذين قالوا فيه صلى الله عليه وسلم ما ليس فيه !

بل شَهِد له بِعُلوّ النَّسَب ونَزَاهَته أعداؤه قبل أصدقائه .
فقد سأل هرقل أبا سُفيان : كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ ؟ قال أبو سُفيان قُلْتُ : هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ .
ثم قال له هرقل بعد ذلك : سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ ، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا . والحديث مُخرّج في الصحيحين .

رابعا : لَم يَكن يُعْرَف في كبار قريش وسادات قبائل العَرب مَن كان نِتاج تلك الأنكحة الفاسدة ، لأن تلك الأنكحة مما تأباه العَرب بِفِطْرَتها ، وإنما قد يَلجأ إليه مَن ليس بِسَيِّد في قومه ، أو كان مِن الموالي ، أو مِن النُّزّاع مِن القبائل .

وسبق الجواب عن :
لماذا يدخل جدّ الرسول ووالده وأمه النَّار ، وهو مِن خير النسل ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=97509


والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 02:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى