السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ الفاضل/ عبدالرحمن .

شكرا لكم وجزاكم الله خيرا على جهودكم الخيّرة .

سؤالي

الحمدلله الذي هدانا ..

ويُوفقنا للخير ويُيسره لنا بفضله العظيم سُبحانه ..

فضيلة الشيخ : أحيانا تدمع عيناي بل أبكي على بعض الأمور ..

مثلا : عندما أنظر لوالدي مثلاً يستفيد من كتاب أهل العلم ..

أو عندما شخص يطيل في سجوده سواء أعرفه أو لا أعرفه .

حتى عندما أشاهد المُعتمرين والحجاج في التلفاز رافعين أكفهم ويدعون .

تدمع عيناي وأشعر بشيء في قلبي .

أو عندما يدعو لي أحد فيقول : جزاك الله الجنة !!

أو عندما أكون سبباً في هداية أحد بفضل الله.

أو عندما أضع مبلغاً من المال في صندوق في غرفتي لا يراني أحدا إلا الله ... تدمع عيناي .. لعل هذه تكون سبباً في حُسن الخاتمة .

أو عندما أعصى الله وبعدها أشعر بندم و ومحاسبة ...

أو عندما أنظر في المرآة .. وأنظر إلى عيناي .. أقول في نفسي .. كم عصيت بعيني !! فهل أستحق أن ينظر إلي الله برحمته !!

أو عندما أتذكر ذنوبي العظيمة ... أستحي من الله أن يسألني فيقول : عبدي لما فعلت كذا ؟

والله بل أحيانا أدعي فأقول : يارب إنك تعلم إذا دعوت فقُلت اللهم اجعلني لا اعصيك ابداً فهو اعتداء في الدعاء .. يارب إني اكره عصيانك ولكن نفسي ضعيفة.. فأعني عليها !!

أو عندما يُوفقني الله في كل خير .. أقول في نفسي .. إنني لا استحق ذلك !!

إن فضله عظيم عظيم عظيم سُبحانه ..

فهل من يفعل ما ذكرت يكون من الذين قال عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام .. ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ؟

أم يختلف المعنى ؟

أرجو التوضيح في ما ذكرناه أو ما نُفسره نحن هل هذا محمود او مذموم ومُبالغ فيه ؟

وحتى نستشعر معنى بعض كلمات هذا الحديث العظيم.

أظلنا الله وإياكم تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله آمين .

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وأسأل الله أن يَجعلنا من الذين يُظلّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .

شرط ذلك - وفقك لكل خير – أن يكون ذلك في حال خلوة ، وأن يكون الباعث على ذلك هو الخوف من الله ، أو الرغبة فيما عنده .
ففي الحديث من السَّبْعة : ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه . رواه البخاري ومسلم .

ولفظ " رجل " لا يدلّ على الاقتصار على الرِّجال ، بل هو عام يشمل الرجل والمرأة ، والتعبير بلفظ المذَكّر هو الأكثر في لِسان الشرع .

فالذي يَذكر الله خاليا – لا أحد عِنه – ويكون بِمفرَده ، فتدمع عينه ، إما نظرا لتقصيره في حقّ مولاه جلّ جلاله ، وإما استشعاراً لِعظيم النِعمة عليه ، وإما إجلالاً وتعظيما لله ؛ فهو داخل في الحديث .

وهذا يدل على عظيم فضل الله على عباده ، إذ أن المسلم يَدخل الجنة بِدمعة !
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك . رواه البخاري .

وأما قول : (اللهم اجعلني لا أعصيك أبداً ) فهو من الاعتداء في الدعاء .

والله تعالى أعلم .

المجيب فضيلة الشيخ /عبد الرحمن بن عبد الله السحيم